رجوع إلى ذكر
آيات أخر من آيات التوحيد وفيها انتقال إلى حديث الكتاب وأنه حق نازل من عند الله
تعالى وقد انجر الكلام في الفصل السابق من الآيات إلى ذكر النبوة والكتاب حيث قال
: « إِنَّا
أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً » وقال : « جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ
وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ » فكان من الحري أن يتعرض لصفة الكتاب وما تستتبعه من
الآثار.
قوله تعالى : « أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً
أَلْوانُها » إلخ. حجة أخرى على التوحيد وهو أن الله سبحانه ينزل الماء من السماء
بالأمطار وهو أقوى العوامل المعينة لخروج الثمرات ، ولو كان خروجها عن مقتضى طباع
هذا العامل وهو واحد لكان جميعها ذا لون واحد فاختلاف الألوان يدل على وقوع
التدبير الإلهي.
والقول بأن
اختلافها منوط باختلاف العوامل المؤثرة فيها ومنها اختلاف العناصر الموجودة فيها
نوعا وقدرا وخصوصية التأليف.
مدفوع بأن
الكلام منقول حينئذ إلى اختلاف نفس العناصر وهي منتهية إلى
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 41