responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 404

قوله تعالى : « سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ » إلخ ، الآفاق جمع أفق وهو الناحية ، والشهيد بمعنى الشاهد أو بمعنى المشهود وهو المناسب لسياق الآية.

وضمير « أَنَّهُ » للقرآن على ما يعطيه سياق الآية ويؤيده الآية السابقة التي تذكر كفرهم بالقرآن ، وعلى هذا فالآية تعد إراءة آيات في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين بها كون القرآن حقا ، والآيات التي شأنها إثبات حقية القرآن هي الحوادث والمواعيد التي أخبر القرآن أنها ستقع كإخباره بأن الله سينصر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين ويمكن لهم في الأرض ويظهر دينهم على الدين كله وينتقم من مشركي قريش إلى غير ذلك.

فأمر الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالهجرة إلى المدينة وقد اشتد الأمر عليه وعلى من آمن به غايتها فلا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم ثم قتل صناديد قريش في بدر ولم يزل يرفع ذكره ويفتح على يديه حتى فتح مكة ودانت له جزيرة العرب ثم فتح بعد رحلته للمسلمين معظم المعمورة فأرى سبحانه المشركين آياته في الآفاق وهي النواحي التي فتحها للمسلمين ونشر فيها دينهم ، وفي أنفسهم وهو قتلهم الذريع في بدر.

وليست هذه آيات في أنفسها فكم من فتح وغلبة يذكره التاريخ ومقاتل ذريعة يقصها لكنها آيات بما أن الله سبحانه وعد بها والقرآن الكريم أخبر بها قبل وقوعها ثم وقعت على ما أخبر بها.

ويمكن أن يكون المراد بإراءة الآيات وتبين الحق بذلك ما يستفاد من آيات أخرى أن الله سيظهر دينه بتمام معنى الظهور على الدين كله فلا يعبد على الأرض إلا الله وحده وتظل السعادة على النوع الإنساني وهي الغاية لخلقتهم ، وقد تقدم استفادة ذلك من قوله تعالى : « وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ » الآية : النور : ـ ٥٥ وغيره وأيدناه بالدليل العقلي.

والفرق بين الوجهين أن وجه الكلام على الأول إلى مشركي مكة ومن يتبعهم خاصة وعلى الثاني إلى مشركي الأمة عامة والخطاب على أي حال اجتماعي ، ويمكن الجمع بين الوجهين.

ويمكن أن يكون المراد ما يشاهده الإنسان في آخر لحظة من لحظات حياته الدنيا حيث تطير عنه الأوهام وتضل عنه الدعاوي وتبطل الأسباب ولا يبقى إلا الله عز اسمه

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست