responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 400

وإنما قال : « عَرَبِيٌ » ولم يقل : عربيون أو عربية مع كون من أرسل إليه جمعا وهم جماعة العرب ، إذ القصد إلى مجرد العربية من دون خصوصية للكثرة بل المراد بيان التنافي بين الكلام وبين المخاطب به لا بيان كون المخاطب واحدا أو كثيرا.

قال في الكشاف : فإن قلت : كيف يصح أن يراد بالعربي المرسل إليهم وهم أمة العرب؟ قلت : هو على ما يجب أن يقع في إنكار المنكر لو رأى كتابا عجميا كتب إلى قوم من العرب يقول : كتاب أعجمي ومكتوب إليه عربي وذلك لأن مبني الإنكار على تنافر حالتي الكتاب والمكتوب إليه لا على أن المكتوب إليه واحد أو جماعة فوجب أن يجرد لما سيق إليه من الغرض ولا يوصل به ما يخل غرضا آخر ألا تراك تقول وقد رأيت لباسا طويلا على امرأة قصيرة : اللباس طويل واللابس قصير ولو قلت واللابس قصيرة جئت بما هو لكنة وفضول قول لأن الكلام لم يقع في ذكورة اللابس وأنوثته إنما وقع في غرض وراءهما.

وقوله : « قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ » بيان أن أثر القرآن وخاصته لا يدور مدار لغته بل الناس تجاهه صنفان وهم الذين آمنوا والذين لا يؤمنون ، وهو هدى وشفاء للذين آمنوا يهديهم إلى الحق ويشفي ما في قلوبهم من مرض الشك والريب. وهو عمى على الذين لا يؤمنون ـ وهم الذين في آذانهم وقر ـ يعميهم فلا يبصرون الحق وسبيل الرشاد.

وفي توصيف الذين لا يؤمنون بأن في آذانهم وقرا إيماء إلى اعترافهم بذلك المنقول عنهم في أول السورة : « وَفِي آذانِنا وَقْرٌ ».

وقوله : « أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ » أي فلا يسمعون الصوت ولا يرون الشخص وهو تمثيل لحالهم حيث لا يقبلون العظة ولا يعقلون الحجة.

قوله تعالى : « وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ » إلخ تسلية للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جحود قومه وكفرهم بكتابه.

وقوله : « وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ » الكلمة هي قوله : « وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ » الأعراف : ـ ٢٤.

وقوله : « وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ » أي في شك مريب من كتاب موسى عليه‌السلام. بيان حال قومه ليتسلى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يرى من قومه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست