responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 397

لملحدي هذه الأمة كما يؤيده الآية التالية ، والإلحاد الميل.

وإطلاق قوله : « يُلْحِدُونَ » وقوله : « آياتِنا » يشمل كل إلحاد في كل آية فيشمل الإلحاد في الآيات التكوينية كالشمس والقمر وغيرهما فيعدونها آيات لله سبحانه ثم يعودون فيعبدونها ، ويشمل آيات الوحي والنبوة فيعدون القرآن افتراء على الله وتقولا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو يلغون فيه لتختل تلاوته فلا يسمعه سامع أو يفسرونه من عند أنفسهم أو يؤولونه ابتغاء الفتنة فكل ذلك إلحاد في آيات الله بوضعها في غير موضعها والميل بها إلى غير مستقرها.

وقوله : « أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ » إيذان بالجزاء وهو الإلقاء في النار يوم القيامة قسرا من غير أي مؤمن متوقع كشفيع أو ناصر أو عذر مسموع فليس لهم إلا النار يلقون فيها ، والظاهر أن قوله « أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ » لإبانة أنهما قبيلان لا ثالث لهما فمستقيم في الإيمان بالآيات وملحد فيها ويظهر به أن أهل الاستقامة في أمن يوم القيامة.

وقوله : « اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ » تشديد في التهديد.

قوله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ إلى قوله ـ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ » المراد بالذكر القرآن لما فيه من ذكر الله ، وتقييد الجملة بقوله : « لَمَّا جاءَهُمْ » يدل على أن المراد بالذين كفروا هم مشركو العرب المعاصرين للقرآن من قريش وغيرهم.

وقد اختلفوا في خبر « إِنَ » ويمكن أن يستظهر من السياق أنه محذوف يدل عليه قوله : « إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا » إلخ فإن الكفر بالقرآن من مصاديق الإلحاد في آيات الله فالتقدير إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم يلقون في النار يوم القيامة ، وإنما حذف ليذهب فيه وهم السامع أي مذهب ممكن والكلام مسوق للوعيد.

وإلى هذا المعنى يرجع قول الزمخشري في الكشاف : إن قوله : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا » إلخ بدل من قوله : « إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا ».

وقيل : خبر إن قوله الآتي : « أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ » ، وقيل : الخبر قوله : « لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ » بحذف ضمير عائد إلى اسم إن

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست