responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 355

( بيان )

رجوع بعد رجوع إلى ذكر بعض آيات التوحيد وإرجاع لهم إلى الاعتبار بحال الأمم الدارجة الهالكة وسنة الله الجارية فيهم بإرسال رسله إليهم ثم القضاء بين رسلهم وبينهم المؤدي إلى خسران الكافرين منهم ، وعند ذلك تختتم السورة.

قوله تعالى : « اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ » ذكر سبحانه مما ينتفع به الإنسان في حياته ويدبر به أمره الأنعام والمراد بها الإبل والبقر والغنم ، وقيل : المراد بها هاهنا الإبل خاصة.

فقوله : « جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ » الجعل هنا الخلق أو التسخير ، واللام في « لِتَرْكَبُوا » للغرض و « من » للتبعيض ، والمعنى خلق لأجلكم أو سخر لكم الأنعام والغرض من هذا الجعل أن تركبوا بعضها كبعض الإبل وبعضها كبعض الإبل والبقر والغنم تأكلون.

قوله تعالى : « وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ » إلخ كانتفاعكم بألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها وغير ذلك ، وقوله : « وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ » أي ومن الغرض من جعلها أن تبلغوا ، حال كونكم عليها بالركوب ، حاجة في صدوركم وهي الانتقال من مكان إلى مكان لأغراض مختلفة.

وقوله : « وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ » كناية عن قطع البر والبحر بالأنعام والفلك.

قوله تعالى : « وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ » تقدم معنى إراءته تعالى آياته في تفسير أوائل السورة ، وكأن الجملة أعني قوله : « وَيُرِيكُمْ آياتِهِ » غير مقصودة لنفسها حتى يلزم التكرار وإنما هي تمهيد وتوطئة للتوبيخ الذي في قوله : « فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ » أي أي هذه الآيات التي يريكم الله إياها عيانا وبيانا ، تنكرون إنكارا يمهد لكم الإعراض عن توحيده.

قوله تعالى : « أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا » إلى آخر الآية توبيخ لهم وعطف لأنظارهم إلى ما جرى من سنة القضاء والحكم في الأمم السالفة ، وقد تقدمت نظيرة الآية في أوائل السورة وكان الغرض هناك أن يتبين لهم أن الله أخذ كلا منهم بذنوبهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست