responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 334

وفي الآخرة وهي التي يتبعها رجوع الخلق إليه لفصل القضاء بينهم ، قال تعالى : « يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ » إسراء : ـ ٥٢.

ومن المعلوم كما قررناه في ذيل قوله تعالى : « هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ » الآية : ـ ١٣ من السورة أن الربوبية لا تتم بدون دعوة في الدنيا ونظيرتها الدعوة في الآخرة ، وإذ كان الذي يدعوهم إليه ذا دعوة في الدنيا والآخرة دون ما يدعونه إليه فهو الإله دون ما يدعون إليه.

وقوله : « وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ » معطوف على قوله : « أَنَّما تَدْعُونَنِي » أي لا جرم أن مردنا إلى الله فيجب الإسلام له واتباع سبيله ورعاية حدود العبودية ، ولا جرم أن المسرفين وهم المتعدون طور العبودية ـ وهم أنتم ـ أصحاب النار فالذي أدعوكم إليه فيه النجاة دون ما تدعونني إليه.

قوله تعالى : « فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ » صدر الآية موعظة وتخويف لهم وهو تفريع على قوله : « وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ » إلخ أي إذ كان لا بد من الرجوع إلى الله وحلول العذاب بالمسرفين وأنتم منهم ولم تسمعوا اليوم ما أقول لكم فستذكرون ما أقول لكم حين عاينتم العذاب وتعلمون عند ذاك أني كنت ناصحا لكم.

وقوله : « وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ » التفويض على ما فسره الراغب هو الرد فتفويض الأمر إلى الله رده إليه فيقرب من معنى التوكل والتسليم والاعتبار مختلف : فالتفويض من العبد رده ما نسب إليه من الأمر إلى الله سبحانه وحال العبد حينئذ حال من هو أعزل لا أمر راجعا إليه ، والتوكل من العبد جعله ربه وكيلا يتصرف فيما له من الأمر ، والتسليم من العبد مطاوعته المحضة لما يريده الله سبحانه فيه ومنه من غير نظر إلى انتساب أمر إليه فهي مقامات ثلاث من مقامات العبودية : التوكل ثم التفويض وهو أدق من التوكل ثم التسليم وهو أدق منهما.

وقوله : « إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ » تعليل لتفويضه أمره إلى الله ، وفي وضع اسم الجلالة موضع ضميره ـ وكان مقتضى الظاهر الإضمار إشارة إلى علة بصيرته بالعباد كأنه قيل : إنه بصير بالعباد لأنه الله عز اسمه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست