responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 318

مراتب خلقه ولعلها السماوات التي وصفها في كلامه بأنها مساكن ملائكته وأن أمره يتنزل بينهن وهي التي تحجب عرشه عن الناس.

ثم إن له يوما هو يوم التلاق يرفع فيه الحجاب ما بينه وبين الناس بكشف الغطاء عن بصائرهم وطي السماوات بيمينه وإظهار عرشه لهم فينكشف لهم أنه هو المليك على كل شيء لا ملك إلا ملكه فيحكم بينهم.

فالمراد بالدرجات الدرجات التي يرتقى منها إلى عرشه ويعود قوله : « رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ » كناية استعارية عن تعالي عرش ملكه عن مستوى الخلق وغيبته واحتجابه عنهم قبل يوم القيامة بدرجات رفيعة ومراحل بعيدة.

وقوله : «يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ » إشارة إلى أمر الرسالة التي من شأنها الإنذار ، وتقييد الروح بقوله : « مِنْ أَمْرِهِ » دليل على أن المراد بها الروح التي ذكرها في قوله : « قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » الإسراء : ـ ٨٥ ، وهي التي تصاحب ملائكة الوحي كما يشير إليه قوله : « يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا » النحل : ـ ٢.

فالمراد بإلقاء الروح على من يشاء تنزيلها مع ملائكة الوحي عليه ، والمراد بقوله : « مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ » الرسل الذين اصطفاهم الله لرسالته ، وفي معنى الروح الملقاة على النبي أقوال أخر لا يعبأ بها.

وقوله : « لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ » وهو يوم القيامة سمي به لالتقاء الخلائق فيه أو لالتقاء الخالق والمخلوق أو لالتقاء أهل السماء والأرض أو لالتقاء الظالم والمظلوم أو لالتقاء المرء وعمله ولكل من هذه الوجوه قائل.

ويمكن أن يتأيد القول الثاني بما تكرر في كلامه تعالى من حديث اللقاء كقوله : « بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ » الروم : ـ ٨ ، وقوله : « إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ » هود : ـ ٢٩ ، وقوله : « يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ » الانشقاق : ـ ٦ ومعنى اللقاء تقطع الأسباب الشاغلة وظهور أن الله هو الحق المبين وبروزهم لله.

قوله تعالى : « يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ » إلخ تفسير ليوم التلاق ، ومعنى بروزهم لله ظهور ذلك لهم وارتفاع الأسباب الوهمية التي كانت تجذبهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست