responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 310

وأشمل لشمولها الآباء والأزواج بخلاف آية سورة الطور ، والمأخوذ فيها الصلوح وهو أعم من الإيمان المأخوذ في آية الطور.

وقوله : « إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » تعليل لقولهم : « فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا » إلى آخر مسألتهم ، وكان الذي يقتضيه الظاهر أن يقال : إنك أنت الغفور الرحيم لكنه عدل إلى ذكر الوصفين : العزيز الحكيم لأنه وقع في مفتتح مسألتهم الثناء عليه تعالى بقولهم : « رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ». ولازم سعة الرحمة وهي عموم الإعطاء أن له أن يعطي ما يشاء لمن يشاء ويمنع ما يشاء ممن يشاء وهذا معنى العزة التي هي القدرة على الإعطاء والمنع ، ولازم سعة العلم لكل شيء أن ينفذ العلم في جميع أقطار الفعل فلا يداخل الجهل شيئا منها ولازمه إتقان الفعل وهو الحكمة.

فقوله : « إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » في معنى الاستشفاع بسعة رحمته وسعة علمه تعالى المذكورتين في مفتتح المسألة تمهيدا وتوطئة لذكر الحاجة وهي المغفرة والجنة.

قوله تعالى : « وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ » إلخ ظاهر السياق أن الضمير في « قِهِمُ » للذين تابوا ومن صلح جميعا.

والمراد بالسيئات ـ على ما قيل ـ تبعات المعاصي وهي جزاؤها وسميت التبعات سيئات لأن جزاء السيئ سيئ قال تعالى : « وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها » الشورى : ـ ٤٠.

وقيل : المراد بالسيئات المعاصي والذنوب نفسها والكلام على تقدير مضاف والتقدير وقهم جزاء السيئات أو عذاب السيئات.

والظاهر أن الآية من الآيات الدالة على أن الجزاء بنفس الأعمال خيرها وشرها ، وقد تكرر في كلامه تعالى أمثال قوله : « إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » التحريم : ـ ٧.

وكيف كان فالمراد بالسيئات التي سألوا وقايتهم عنها هي الأهوال والشدائد التي تواجههم يوم القيامة غير عذاب الجحيم فلا تكرار في قوليهم : « وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ » « وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ ».

وقيل : المراد بالسيئات نفس المعاصي التي في الدنيا ، وقولهم : « يَوْمَئِذٍ » إشارة إلى الدنيا ، والمعنى واحفظهم من اقتراف المعاصي وارتكابها في الدنيا بتوفيقك.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست