responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 303

آيات الله بالباطل جهلا وهم يحسبونه علما ويعتزون به كما حكى ذلك عنهم في خاتمة السورة بقوله : « فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ » وكما حكى عن فرعون قوله لقومه في موسى : « إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ » وقوله لهم : « ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ ».

افتتح الكلام في السورة بما فيه إشارة إلى أن هذا الكتاب النازل عليهم تنزيل ممن هو عزيز على الإطلاق لا يغلبه غالب حتى يخاف على ما نزله من استعلائهم واستكبارهم بحسب أوهامهم ، عليم على الإطلاق لا يدخل علمه جهل وضلال فلا يقاوم جدالهم بالباطل ما نزله من الحق وبينه بحججه الباهرة.

ويؤيد هذا الوجه ما في الآية التالية من قوله : « غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ » إلخ على ما سنبين.

قوله تعالى : « غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ » الإتيان بصيغة اسم الفاعل في « غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ » ـ لعله ـ للدلالة على الاستمرار التجددي فإن المغفرة وقبول التوب من صفاته الفعلية ولا يزال تعالى يغفر الذنب ثم يغفر ويقبل التوب ثم يقبل.

وإنما عطف قابل التوب على ما قبله دون « شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ » لأن غافر الذنب وقابل التوب مجموعهما كصفة واحدة متعلقة بالعباد المذنبين يغفر لهم تارة بتوبة وتارة بغيرها كالشفاعة.

والعقاب والمعاقبة المؤاخذة التي تكون في عاقبة الذنب قال الراغب : والعقب والعقبى يختصان بالثواب نحو ( خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً ) ، وقال تعالى : « أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو ( وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ، وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا ) ، وقوله : ( فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ ) يصح أن يكون ذلك استعارة من ضده ، والعقوبة والمعاقبة والعقاب تختص بالعذاب. انتهى.

فشديد العقاب كذي انتقام من أسماء الله الحسنى تحكي صفته تعالى في جانب العذاب كما يحكي الغفور والرحيم صفته تعالى في جانب الرحمة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست