responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 292

أن مصداق الشاكرين بحقيقة معنى الكلمة هم المخلصون بفتح اللام فراجع.

قوله تعالى : « وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ » إلى آخر الآية قدر الشيء هو مقداره وكميته من حجم أو عدد أو وزن وما أشبه ذلك ثم أستعير للمعنويات من المكانة والمنزلة.

فقوله : « وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ » تمثيل أريد به عدم معرفتهم به تعالى واجب المعرفة إذ لم يعرفوه من حيث المعاد ورجوع الأشياء إليه كما يدل عليه تعقيب الجملة بقوله : « وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ » إلى آخر السورة حيث ذكر فيه انقطاع كل سبب دونه يوم القيامة ، وقبضه الأرض وطيه السماوات ونفخ الصور لإماتة الكل ثم لإحيائهم وإشراق الأرض بنور ربها ووضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء وتوفية كل نفس ما عملت وسوق المجرمين إلى النار والمتقين إلى الجنة فمن كان شأنه في الملك والتصرف هذا الشأن وعرف بذلك أوجبت هذه المعرفة الإقبال إليه بعبادته وحده والإعراض عن غيره بالكلية.

لكن المشركين لما لم يؤمنوا بالمعاد ولم يقدروه حق قدره ولم يعرفوه واجب معرفته أعرضوا عن عبادته إلى عبادة من سواه.

وقوله : « وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ » أي الأرض بما فيها من الأجزاء والأسباب الفعالة بعضها في بعض ، والقبضة مصدر بمعنى المقبوضة ، والقبض على الشيء وكونه في القبضة كناية عن التسلط التام عليه أو انحصار التسلط عليه في القابض والمراد هاهنا المعنى الثاني كما يدل عليه قوله تعالى : « وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ » الانفطار : ـ ١٩ وغيره من الآيات.

وقد مر مرارا أن معنى انحصار الملك والأمر والحكم والسلطان وغير ذلك يوم القيامة فيه تعالى ظهور ذلك لأهل الجمع يومئذ وإلا فهي له تعالى دائما فمعنى كون الأرض جميعا قبضته يوم القيامة ظهور ذلك يومئذ للناس لا أصله.

وقوله : « وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ » يمين الشيء يده اليمنى وجانبه القوي ويكنى بها عن القدرة ، ويستفاد من السياق أن محصل الجملتين أعني قوله : « وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ » تقطع الأسباب الأرضية والسماوية وسقوطها وظهور أن لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست