نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 285
في شعب الإيمان عن ثوبان قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية « يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ » إلى آخر. الآية ـ فقال رجل : يا رسول الله فمن أشرك »
فسكت النبي صلىاللهعليهوآله ثم قال : إلا من أشرك.
أقول : في
الرواية شيء فقد تقدم أن مورد الآية هو الشرك وأن الآية مقيدة بالتوبة.
وفيه ، أخرج
ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري قال سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لو لا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر
لهم.
أقول : ما في
الحديث من المغفرة لا يأبى التقيد بأسباب المغفرة كالتوبة والشفاعة.
وفي الجميع قيل
: هذه الآية يعني قوله : «
يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا » إلخ ـ نزلت في وحشي قاتل حمزة ـ حين أراد أن يسلم وخاف
أن لا تقبل توبته ـ فلما نزلت الآية أسلم ـ
فقيل : يا رسول
الله هذه له خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال صلىاللهعليهوآله : بل للمسلمين عامة.
وعن كتاب سعد
السعود ، لابن طاووس نقلا عن تفسير الكلبي : بعث وحشي وجماعة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ـ أنه ما يمنعنا من دينك إلا أننا سمعناك تقرأ في كتابك ـ أن من يدعو مع
الله إلها آخر ـ ويقتل النفس ويزني يلق أثاما ويخلد في العذاب ـ ونحن قد فعلنا ذلك
كله فبعث إليهم بقوله تعالى «
إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً » فقالوا : نخاف أن لا نعمل صالحا ـ.
فبعث إليهم « إِنَّ اللهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ـ وَيَغْفِرُ ما دُونَ
ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ » فقالوا نخاف أن لا ندخل في المشية. فبعث إليهم « يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ـ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً » فجاءوا وأسلموا ـ.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله لوحشي قاتل حمزة : غيب وجهك عني فإني لا أستطيع النظر
إليك. قال : فلحق بالشام فمات في الخمر.
أقول : وروي ما
يقرب منه في الدر المنثور ، بعدة طرق وفي بعضها أن قوله : « يا عِبادِيَ
الَّذِينَ أَسْرَفُوا » إلخ نزل فيه كما في خبر المجمع ، السابق ، ويضعفه أن السورة مكية وقد
أسلم وحشي بعد الهجرة. على أن ظاهر الخبر عدم تقيد إطلاق المغفرة في
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 285