responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 281

« إِلى رَبِّكُمْ » من وضع الظاهر موضع المضمر وكان مقتضى الظاهر أن يقال : وأنيبوا إليه والوجه فيه الإشارة إلى التعليل فإن الملاك في عبادة الله سبحانه صفة ربوبية.

والمراد بالإسلام التسليم لله والانقياد له فيما يريد ، وإنما قال : « وَأَسْلِمُوا لَهُ » ولم يقل : وآمنوا به لأن المذكور قبل الآية وبعدها استكبارهم على الحق والمقابل له الإسلام.

وقوله : « مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ » متعلق بقوله : « أَنِيبُوا و أَسْلِمُوا » والمراد بالعذاب عذاب الآخرة بقرينة الآيات التالية ، ويمكن على بعد أن يراد مطلق العذاب الذي لا تقبل معه التوبة ومنه عذاب الاستئصال قال تعالى : « فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ » المؤمن : ـ ٨٥.

والمراد بقوله : « ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ » أن المغفرة لا تدرككم بوجه لعدم تحقق سببها فالتوبة مفروضة العدم والشفاعة لا تشمل الشرك.

قوله تعالى : « وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ » الخطاب عام للمؤمن والكافر كالخطابات السابقة والقرآن قد أنزل إلى الفريقين جميعا.

وفي الآية أمر باتباع أحسن ما أنزل من الله قيل : المراد به اتباع الأحكام من الحلال والحرام دون القصص ، وقيل : اتباع ما أمر به ونهي عنه كإتيان الواجب والمستحب واجتناب الحرام والمكروه دون المباح ، وقيل : الاتباع في العزائم وهي الواجبات والمحرمات ، وقيل : اتباع الناسخ دون المنسوخ ، وقيل : ما أنزل هو جنس الكتب السماوية وأحسنها القرآن فاتباع أحسن ما أنزل وهو اتباع القرآن.

والإنصاف أن قوله في الآية السابقة : « وَأَسْلِمُوا لَهُ » يشمل مضمون كل من هذه الأقوال فحمل قوله : « وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ » على شيء منها لا يخلو عن تكرار من غير موجب.

ولعل المراد من أحسن ما أنزل الخطابات التي تشير إلى طريق استعمال حق العبودية في امتثال الخطابات الإلهية الاعتقادية والعملية وذلك كالخطابات الداعية إلى ذكر الله تعالى بالاستغراق وإلى حبه وإلى تقواه حق تقاته وإلى إخلاص الدين له فإن

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست