responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 268

لا موصولة لظهور العلم فيما يتعلق بالجملة لا بالمفرد.

وقوله : « وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ » أي دائم وهو المناسب للحلول ، وتفكيك أمر العذابين يشهد أن المراد بالأول عذاب الدنيا وبالثاني عذاب الآخرة ، وفي الكلام أشد التهديد.

والمعنى قل مخاطبا للمشركين من قومك : يا قوم اعملوا ـ مستمرين ـ على حالتكم التي أنتم عليها من الكفر والعناد إني عامل ـ كما أومر غير منصرف عنه ـ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويذله؟ وهو عذاب الدنيا كما في يوم بدر ويحل عليه ولا يفارقه عذاب دائم وهو عذاب الآخرة.

قوله تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِ » إلى آخر الآية. في مقام التعليل للأمر الذي في الآية السابقة ، واللام في قوله : « لِلنَّاسِ » للتعليل أي لأجل الناس أن تتلوه عليهم وتبلغهم ما فيه ، والباء في قوله : « بِالْحَقِ » للملابسة أي ملابسا للحق لا يشوبه باطل.

وقوله : « فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها » أي يتفرع على هذا الإنزال أن من اهتدى فإنما يعود نفعه من سعادة الحياة وثواب الدار الآخرة إلى نفسه ، ومن ضل ولم يهتد به فإنما يعود شقاؤه ووباله من عقاب الدار الآخرة إلى نفسه فالله سبحانه أجل من أن ينتفع بهداهم أو يتضرر بضلالهم.

وقوله : « وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ » أي مفوضا إليه أمرهم قائما بتدبير شئونهم حتى توصل ما فيه من الهدى إلى قلوبهم.

والمعنى إنما أمرناك أن تهددهم بما قلنا لأنا نزلنا عليك الكتاب بالحق لأجل أن تقرأه على الناس لا غير فمن اهتدى منهم فإنما يعود نفعه إلى نفسه ومن ضل ولم يهتد به فإنما يعود ضرره إلى نفسه وما أنت وكيلا من قبلنا عليهم تدبر شئونهم فتوصل الهدى إلى قلوبهم فليس لك من الأمر شيء.

قوله تعالى : « اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها » إلى آخر الآية ، قال في المجمع : التوفي قبض الشيء على الإيفاء والإتمام يقال : توفيت حقي من فلان واستوفيته بمعنى.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست