responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 260

الإلهي الذي جاء به الرسول بقرينة قوله : « إِذْ جاءَهُ ».

وقوله : « أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ » المثوى اسم مكان بمعنى المنزل والمقام ، والاستفهام للتقرير أي إن في جهنم مقام هؤلاء الظالمين لتكبرهم على الحق الموجب لافترائهم على الله وتكذيبهم بصادق النبإ الذي جاء به الرسول.

والآية خاصة بمشركي عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو بمشركي أمته بحسب السياق وعامة لكل من ابتدع بدعة وترك سنة من سنن الدين.

قوله تعالى : « وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ » المراد بالمجيء بالصدق الإتيان بالدين الحق والمراد بالتصديق به الإيمان به والذي جاء به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقوله : « أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ » لعل الإشارة إلى الذي جاء به بصيغة الجمع لكونه جمعا بحسب المعنى وهو كل نبي جاء بالدين الحق وآمن بما جاء به بل وكل مؤمن آمن بالدين الحق ودعي إليه فإن الدعوة إلى الحق قولا وفعلا من شئون اتباع النبي ، قال تعالى : « قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي » يوسف : ـ ١٠٨.

قوله تعالى : « لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ » هذا جزاؤهم عند ربهم وهو أن لهم ما تتعلق به مشيتهم فالمشية هناك هي السبب التام لحصول ما يشاؤه الإنسان أيا ما كان بخلاف ما عليه الأمر في الدنيا فإن حصول شيء من مقاصد الحياة فيها يتوقف ـ مضافا إلى المشية ـ على عوامل وأسباب كثيرة منها السعي والعمل المستمد من الاجتماع والتعاون.

فالآية تدل أولا على إقامتهم في دار القرب وجوار رب العالمين ، وثانيا أن لهم ما يشاءون فهذان جزاء المتقين وهم المحسنون فإحسانهم هو السبب في إيتائهم الأجر المذكور وهذه هي النكتة في إقامة الظاهر مقام الضمير في قوله : « ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ » وكان مقتضى الظاهر أن يقال : وذلك جزاؤهم.

وتوصيفهم بالإحسان وظاهره العمل الصالح أو الاعتقاد الحق والعمل الحسن جميعا يشهد أن المراد بالتصديق المذكور هو التصديق قولا وفعلا. على أن القرآن لا يسمي تارك بعض ما أنزله الله من حكم مصدقا به.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست