responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 111

والمراد بالإحضار في قوله : « مُحْضَرُونَ » الإحضار للجزاء يوم القيامة قال تعالى : « وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ » الصافات : ـ ١٥٨ وقال : « وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ » الصافات : ـ ٥٧. ومحصل المعنى لا يستطيع الآلهة المتخذون نصر المشركين وهم أي المشركون لهم أي لآلهتهم أتباع مطيعون محضرون معهم يوم القيامة.

وأما قول القائل : إن المعنى أن المشركين جند لآلهتهم معدون للذب عنهم في الدنيا ، أو إن المعنى وهم أي الآلهة لهم أي للمشركين جند محضرون لعذاب المشركين يوم القيامة لأنهم وقود النار التي يعذب بها المشركون ، أو محضرون لعذابهم إظهارا لعجزهم عن النصر أو لإقناط المشركين عن شفاعتهم فهي معان رديئة.

قوله تعالى : « فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ » الفاء لتفريع النهي عن الحزن على حقيقة اتخاذهم الآلهة من دون الله رجاء للنصر أي إذا كان هذا حقيقة حالهم أن الذين استنصروهم لا يستطيعون نصرهم أبدا وأنهم سيحضرون معهم للعذاب فلا يحزنك قولهم ما قالوا به من الشرك فإنا لسنا بغافلين عنهم حتى يعجزونا أو يفسدوا علينا بعض الأمر بل نعلم ما يسرون من أقوالهم وما يعلنون ، وفي تركيب الآية بعض أقوال رديئة أضربنا عنه.

قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ » رجوع إلى ما تقدم من حديث البعث والاحتجاج عليه إثر إنكارهم ، ولا يبعد أن يكون بيانا تفصيليا لقولهم المشار إليه في قوله تعالى : « فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ » إلخ والمراد بالرؤية العلم القطعي أي أولم يعلم الإنسان علما قاطعا أنا خلقناه من نطفة ، وتنكير نطفة للتحقير والخصيم المصر على خصومته وجداله.

والاستفهام للتعجب والمعنى من العجيب أن الإنسان يعلم أنا خلقناه من نطفة مهينة فيفاجئه أنه خصيم مجادل مبين.

قوله تعالى : « وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ » الرميم البالي من العظام ، و « نَسِيَ خَلْقَهُ » حال من فاعل ضرب ، وقوله : « قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ » بيان للمثل الذي ضربه الإنسان ، ولذلك جيء به مفصولا

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست