responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 109

قوله : « إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ » إلخ من قصر القلب والمعنى ليس هو بشعر ما هو إلا ذكر وقرآن مبين.

ومعنى كونه ذكرا وقرآنا أنه ذكر مقروء من الله ظاهر ذلك.

قوله تعالى : « لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ » تعليل متعلق بقوله : « وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ » والمعنى ولم نعلمه الشعر لينذر بالقرآن المنزه من أن يكون شعرا من كان حيا « إلخ » أو متعلق بقوله : « إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ » إلخ والمعنى ليس ما يتلوه على الناس إلا ذكرا وقرآنا مبينا نزلناه إليه لينذر من كان حيا « إلخ » ومآل الوجهين واحد.

والآية ـ كما ترى ـ تعد غاية إرسال الرسول وإنزال القرآن إنذار من كان حيا ـ وهو كناية عن كونه يعقل الحق ويسمعه ـ وحقيقة القول ووجوبه على الكافرين فمحاذاة الآية لما في صدر السورة من الآيات في هذا المعنى ظاهر.

قوله تعالى : « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ » ذكر آية من آيات التوحيد تدل على ربوبيته تعالى وتدبيره للعالم الإنساني وهي نظيرة ما تقدم في ضمن آيات التوحيد السابقة من إحياء الأرض الميتة بإخراج الحب والثمرات وتفجير العيون.

والمراد بكون الأنعام مما عملته أيديه تعالى عدم إشراكهم في خلقها واختصاصه به تعالى فعمل الأيدي كناية عن الاختصاص.

وقوله : « فَهُمْ لَها مالِكُونَ » تفريع على قوله : « خَلَقْنا لَهُمْ » فإن المعنى خلقنا لأجلهم فهي مخلوقة لأجل الإنسان ولازمه اختصاصها به وينتهي الاختصاص إلى الملك فإن الملك الاعتباري الذي في المجتمع من شعب الاختصاص.

وبذلك يظهر ما في قول بعضهم : إن في تفرع قوله : « فَهُمْ لَها مالِكُونَ » على قوله : « خَلَقْنا لَهُمْ » خفاء ، والظاهر تفرعها على مقدر والتقدير خلقناها لهم فهم لها مالكون ، وأنت خبير بعدم خفاء تفرعها على « خَلَقْنا لَهُمْ » وعدم الحاجة إلى تقدير.

وقيل : الملك بمعنى القدرة والقهر ، وفيه أنه مفهوم من قوله بعد : « وَذَلَّلْناها لَهُمْ » والتأسيس خير من التأكيد.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 17  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست