responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 88

كما فرض التوراة على موسى ورفع به قدره وقدر قومه ، ومن المعلوم أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان بمكة على ما فيها من الشدة والفتنة ثم هاجر منها ثم عاد إليها فاتحا مظفرا وثبتت قواعد دينه واستحكمت أركان ملته وكسرت الأصنام وانهدم بنيان الشرك والمؤمنون هم الوارثون للأرض بعد ما كانوا أذلاء معذبين.

وفي تنكير قوله : « مَعادٍ » إشارة إلى عظمة قدر هذا العود وأنه لا يقاس إلى ما قبله من القطون بها والتاريخ يصدقه.

وقوله : « قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » يؤيد ما قدمنا من المعنى فإنه يحاذي قول موسى عليه‌السلام ـ لما كذبوه ورموا آياته البينات بأنها سحر مفترى ـ : « رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ » فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول للفراعنة من مشركي قومه لما كذبوه ورموه بالسحر ما قال موسى لآل فرعون لما كذبوه ورموه بالسحر للتشابه التام بين مبعثيهما وسير دعوتهما كما يظهر من القصة ويظهر ذلك تمام الظهور بالتأمل في قوله تعالى : « إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً » المزمل : ١٥.

ولعل الاكتفاء بالشطر الأول من قول موسى عليه‌السلام والسكوت عن الشطر الثاني أعني قوله : « وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ » لبناء الكلام بحسب سياقه على أن لا يتعدى حد الإشارة والإيماء كما يستشم من سياق قوله : « لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ » أيضا حيث خص الخطاب بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونكر معادا.

وكيف كان فالمراد بقوله : « مَنْ جاءَ بِالْهُدى » النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه وبقوله : « وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » المشركون من قومه ، واختلاف سياق الجملتين ـ حيث قيل في جانبه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « مَنْ جاءَ بِالْهُدى » وفي جانبهم : « مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » فقوبل بين ضلالهم وبين مجيئه بالهدى لا بين ضلالهم واهتدائه ـ لكون تكذيبهم متوجها بالطبع إلى ما جاء به لا إلى نفسه.

وقد ذكروا في قوله : « أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى » أن « مَنْ » منصوب بفعل مقدر يدل عليه « أَعْلَمُ » والتقدير يعلم من جاء به بناء على ما هو المشهور أن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به ، وذكر بعضهم أنه منصوب بأعلم وهو بمعنى عالم ولا دليل عليه ،

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست