responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 8

الفرقة ، قال في المجمع : الشيع : الفرق وكل فرقة شيعة وسموا بذلك لأن بعضهم يتابع بعضا. انتهى. وكان المراد بجعل أهل الأرض ـ وكأنهم أهل مصر واللام للعهد ـ فرقا إلقاء الاختلاف بينهم لئلا يتفق كلمتهم فيثوروا عليه ويقلبوا عليه الأمور على ما هو من دأب الملوك في بسط القدرة وتقوية السلطة ، واستحياء النساء إبقاء حياتهن.

ومحصل المعنى : أن فرعون علا في الأرض وتفوق فيها ببسط السلطة على الناس وإنفاذ القدرة فيهم وجعل أهلها شيعا وفرقا مختلفة لا تجتمع كلمتهم على شيء وبذلك ضعف عامة قوتهم على المقاومة دون قوته والامتناع من نفوذ إرادته.

وهو يستضعف طائفة منهم وهم بنو إسرائيل وهم أولاد يعقوب عليه‌السلام وقد قطنوا بمصر منذ أحضر يوسف عليه‌السلام أباه وإخوته وأشخصهم هناك فسكنوها وتناسلوا بها حتى بلغوا الألوف.

وكان فرعون هذا وهو ملك مصر المعاصر لموسى عليه‌السلام يعاملهم معاملة الأسراء الأرقاء ويزيد في تضعيفهم حتى بلغ من استضعافه لهم أن أمر بتذبيح أبنائهم واستبقاء نسائهم وكان فيه إفناء رجالهم بقتل الأبناء الذكور وفيه فناء القوم.

والسبب في ذلك أنه كان من المفسدين في الأرض فإن الخلقة العامة التي أوجدت الإنسان لم يفرق في بسط الوجود بين شعب وشعب من الشعوب الإنسانية ثم جهز الكل بما يهديهم إلى حياة اجتماعية بالتمتع من أمتعة الحياة الأرضية ولكل ما يعادل قيمته في المجتمع وما يساوي زنته في التعاون.

هذا هو الإصلاح الذي يهتف به الصنع والإيجاد ، والتعدي عن ذلك بتحرير قوم وتعبيد آخرين وتمتيع شعب بما لا يستحقونه وتحريم غيرهم ما يصلحون له هو الإفساد الذي يسوق الإنسانية إلى البيد والهلاك.

وفي الآية تصوير الظرف الذي ولد فيه موسى عليه‌السلام وقد أحدقت الأسباب المبيدة لبني إسرائيل على إفنائه.

قوله تعالى : « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ـ إلى قوله ـ ما كانُوا يَحْذَرُونَ » الأصل في معنى المن ـ على ما يستفاد من كلام الراغب ـ الثقل ومنه تسمية ما يوزن به منا ، والمنة النعمة الثقيلة ومن عليه منا أي أثقله بالنعمة. قال : ويقال

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست