responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 78

بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ » المؤمن : ٨٣ وعرض الآيات على قصة قارون لا يبقي شكا في أن المراد بالعلم في كلام ما قدمناه.

وفي قوله : « إِنَّما أُوتِيتُهُ » من غير إسناد الإيتاء إلى الله سبحانه كما في قول الناصحين له : « فِيما آتاكَ اللهُ » نوع إعراض عن ذكره تعالى وإزراء بساحة كبريائه.

وقوله : « أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً » استفهام توبيخي وجواب عن قوله : « إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي » بأيسر ما يمكن أن يتنبه به لفساد قوله فإنه كان يرى أن الذي اقتنى به المال وهو يبقيه له ويمتعه منه هو علمه الذي عنده وهو يعلم أنه كان فيمن قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ، وكان ما له من القوة والجمع عن علم عنده على زعمه ، وقد أهلكه الله بجرمه ، فلو كان العلم الذي يغتر ويتبجح به هو السبب الجامع للمال الحافظ له الممتع منه ولم يكن بإيتاء الله فضلا وإحسانا لنجاهم من الهلاك ومتعهم من أموالهم ودافعوا بقوتهم وانتصروا بجمعهم.

وقوله : « وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ » ظاهر السياق أن المراد به بيان السنة الإلهية في تعذيب المجرمين وإهلاكهم بذنوبهم فيكون كناية عن عدم إمهالهم والإصغاء إلى ما لفقوه من المعاذير أو هيئوه من التذلل والإنابة ليرجو بذلك النجاة كما أن أولي الطول والقوة من البشر إذا أرادوا تعذيب من يتحكمون عليه سألوه عن ذنبه ليقضوا عليه بالجرم ثم العذاب ، وربما صرف المجرم بما لفقه من المعاذير عذابهم عن نفسه لكن الله سبحانه لعلمه بحقيقة الحال لا يسأل المجرمين عن ذنوبهم وإنما يقضي عليهم قضاء فيأتيهم عذاب غير مردود.

والظاهر على هذا أن تكون الجملة من تتمة التوبيخ السابق ويكون جوابا عن إسناده ثروته إلى علمه ، ومحصله أن المؤاخذة الإلهية ليست كمؤاخذة الناس حتى إذا لاموه أو نصحوه صرف عن نفسه ذلك بما لفقه من الجواب حتى ينتفع في ذلك بعلمه ، بل هو سبحانه عليم شهيد لا يسأل المجرم عن ذنبه وإنما يؤاخذه بذنبه ، وأيضا يؤاخذه بغتة وهو لا يشعر.

هذا ما يعطيه السياق في معنى الآية ولهم فيها أقاويل أخرى :

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست