قصة قارون من
بني إسرائيل ذكرها الله سبحانه بعد ما حكى قول المشركين : « إِنْ نَتَّبِعِ
الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا » وأجاب عنه بما مر من الأجوبة ليعتبروا بها فقد كانت
حاله تمثل حالهم ثم أداه الكفر بالله إلى ما أدى ما أدى من سوء العاقبة فليحذروا
أن يصيبهم مثل ما أصابه ، فقد آتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة
أولي القوة فظن أنه هو الذي جمعه بعلمه وجودة فكره وحسن تدبيره فآمن العذاب الإلهي
وآثر الحياة الدنيا على الآخرة وبغى الفساد في الأرض فخسف الله به وبداره الأرض
فلما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين.
قوله
تعالى : « إِنَّ قارُونَ كانَ
مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ
مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ » قال في المجمع : البغي طلب العتو بغير حق. قال : والمفاتح جمع مفتح والمفاتيح جمع مفتاح ومعناهما واحد وهو عبارة
عما يفتح به الأغلاق. قال : وناء بحمله ينوء نوءا إذا نهض به مع ثقله عليه. انتهى. وقال
غيره : ناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله وهو الأوفق للآية.
وقال في المجمع
، أيضا : العصبة الجماعة الملتف بعضها ببعض. وقال : واختلف في معنى
العصبة فقيل : ما بين عشرة إلى خمسة عشر عن مجاهد ، وقيل : ما بين عشرة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 75