responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 374

نزل بشيء من أمر الساعة فصعقوا لذلك فجعل جبريل يمر بكل سماء ويكشف الفزع عن الملائكة الساكنين فيها فرفعوا رءوسهم وقال بعضهم لبعض : ما ذا قال ربكم؟ قالوا : الحق أي الوحي.

ومنها : أن الضمير للملائكة والمراد أن الله سبحانه إذا أوحى إلى بعض الملائكة غشي على الملائكة عند سماع الوحي ويصعقون ويخرون سجدا للآية العظيمة فإذا فزع عن قلوبهم سألت الملائكة ذلك الملك الذي أوحي إليه ما ذا قال ربك؟ أو سأل بعضهم بعضا ما ذا قال ربكم؟ فيعلمون أن الأمر في غيرهم.

وأنت بعد التدبر في الآية الكريمة والتأمل فيما قدمناه تعلم وجه الضعف في هذه الأقوال وأن شيئا منها على تقدير صحته في نفسه لا يصلح تفسيرا لها.

قوله تعالى : « قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ » إلخ ، احتجاج آخر على المشركين من جهة الرزق الذي هو الملاك العمدة في اتخاذهم الآلهة فإنهم يتعللون في عبادتهم الآلهة بأنها ترضيهم فيوسعون لهم في رزقهم فيسعدون بذلك.

فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يسألهم من يرزقهم من السماوات والأرض؟ والجواب عنه أنه الله سبحانه لأن الرزق خلق في نفسه ولا خالق ـ حتى عند المشركين ـ إلا الله عز اسمه لكنهم يستنكفون عن الاعتراف به بألسنتهم وإن أذعنت به قلوبهم ولذلك أمر أن ينوبهم في الجواب فقال : « قُلِ اللهُ ».

وقوله : « وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ » ، تتمة قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا القول بعد إلقاء الحجة القاطعة ووضوح الحق في مسألة الألوهية مبني على سلوك طريق الإنصاف ، ومفاده أن كل قول إما هدى أو ضلال لا ثالث لهما نفيا وإثباتا ونحن وأنتم على قولين مختلفين لا يجتمعان فإما أن نكون نحن على هدى وأنتم في ضلال وإما أن تكونوا أنتم على هدى ونحن في ضلال فانظروا بعين الإنصاف إلى ما ألقي إليكم من الحجة وميزوا المهدي من الضال والمحق من المبطل.

واختلاف التعبير في قوليه : « لَعَلى هُدىً » و « فِي ضَلالٍ » بلفظة على وفي ـ كما قيل ـ للإشارة إلى أن المهتدي كأنه مستعل على منار يتطلع على السبيل وغايتها التي فيها سعادته ، والضال منغمر في ظلمة لا يدري أين يضع قدمه وإلى أين يسير

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست