responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 362

رغدا فكفروا بالنعمة وأعرضوا عن الشكر فأرسل عليهم سيل العرم وبدل جنتيهم جنتين دون ذلك وقد كان عمر بلادهم فكفروا فجعلهم أحاديث ومزقهم كل ممزق ، كل ذلك لكفرهم النعمة وإعراضهم عن الشكر ولا يجازى إلا الكفور.

وجه اتصال القصص على ما تقدم من حديث البعث أن الله هو المدبر لأمور عباده وهم مغمورون في أنواع نعمه وللمنعم على المنعم عليه الشكر على نعمته وعليه أن يميز بين الشاكرين لنعمته والكافر بها وإذ لا ميز في هذه النشأة فهناك نشأة أخرى يتميز فيها الفريقان فالبعث لا مفر عنه.

قوله تعالى : « وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ » الفضل العطية والتأويب الترجيع من الأوب بمعنى الرجوع والمراد به ترجيع الصوت بالتسبيح بدليل قوله فيه في موضع آخر : « إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ». : ص : ١٩ والطير معطوف على محل الجبال ومنه يظهر فساد قول بعضهم : إن الأوب بمعنى السير وأن الجبال كانت تسير معه حيثما سار.

وقوله : « يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ » بيان للفضل الذي أوتي داود وقد وضع فيه الخطاب الذي خوطبت به الجبال والطير فسخرتا به موضع نفس التسخير الذي هو العطية وهو من قبيل وضع السبب موضع المسبب والمعنى : سخرنا الجبال له تئوب معه والطير ، وهذا هو المتحصل من تسخير الجبال والطير له كما يشير إليه قوله : « إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ». : ص : ١٩ وقوله : « وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ » أي وجعلناه لينا له على ما به من الصلابة.

قوله تعالى : « أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ » إلخ ، السابغات جمع سابغة وهي الدرع الواسعة ، والسرد نسج الدرع ، وتقديره الاقتصاد فيه بحيث تتناسب حلقه أي اعمل دروعا واسعة وأجعلها متناسبة الحلق ، وجملة « أَنِ اعْمَلْ » إلخ ، نوع تفسير لا لأنه الحديد له.

وقوله : « وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ » معنى الجملة في نفسها ظاهر وهي لوقوعها في سياق بيان إيتاء الفضل وعد النعم تفيد معنى الأمر بالشكر كأنه قيل :

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست