responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 347

وإنما سألوا لهم ضعفي العذاب لأنهم ضلوا في أنفسهم وأضلوا غيرهم ، ولذلك أيضا سألوا لهم اللعن الكبير.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً » نهي عن أن يكونوا كبعض بني إسرائيل فيعاملوا نبيهم بمثل ما عامل به بنو إسرائيل من الإيذاء وليس المراد مطلق الإيذاء بقول أو فعل وإن كان منهيا عنه بل قوله : « فَبَرَّأَهُ اللهُ » يشهد بأنه كان إيذاء من قبيل التهمة والافتراء المحوج في رفعه إلى التبرئة والتنزيه.

ولعل السكوت عن ذكر ما آذوا به موسى عليه‌السلام يؤيد ما ورد في الحديث أنهم قالوا : ليس لموسى ما للرجال فبرأه الله من قولهم وسيوافيك.

وأوجه ما قيل في إيذائهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه إشارة إلى قصة زيد وزينب ، وإن يكن كذلك فمن إيذائه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما في كثير من روايات القصة من سردها على نحو لا يناسب ساحة قدسه.

وقوله : « وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً » أي ذا جاه ومنزلة والجملة مضافا إلى اشتمالها على التبرئة إجمالا تعلل تبرئته تعالى له وللآية وما بعدها نوع اتصال بالآيات الناهية عن إيذاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً » ، السديد من السداد وهو الإصابة والرشاد فالسديد من القول ما يجتمع فيه مطابقة الواقع وعدم كونه لغوا أو ذا فائدة غير مشروعة كالنميمة وغير ذلك فعلى المؤمن أن يختبر صدق ما يتكلم به وأن لا يكون لغوا أو يفسد به إصلاح.

قوله تعالى : « يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً » رتب على ملازمة القول السديد إصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب وذلك أن النفس إذا لازمت القول السديد انقطعت عن كذب القول ولغو الحديث والكلام الذي يترتب عليه فساد ، وبرسوخ هذه الصفة فيها تنقطع طبعا عن الفحشاء والمنكر واللغو في الفعل وعند ذلك يصلح أعمال الإنسان فيندم بالطبع على ما ضيعه من عمره في موبقات الذنوب إن كان قد ابتلي بشيء من ذلك وكفى بالندم توبة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست