نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 325
تزوجه بزوج أحدهم بعده تزوجا بزوج ابنه فالخطاب في قوله : « مِنْ رِجالِكُمْ » للناس الموجودين في زمن نزول الآية ، والمراد بالرجال
ما يقابل النساء والولدان ونفي الأبوة نفي تكويني لا تشريعي ولا تتضمن الجملة شيئا
من التشريع.
والمعنى : ليس
محمد صلىاللهعليهوآله أبا أحد من هؤلاء الرجال الذين هم رجالكم حتى يكون
تزوجه بزوج أحدهم بعده تزوجا منه بزوج ابنه وزيد أحد هؤلاء الرجال فتزوجه بعد
تطليقه ليس تزوجا بزوج الابن حقيقة وأما تبنيه زيدا فإنه لا يترتب عليه شيء من
آثار الأبوة والبنوة وما جعل أدعياءكم أبناءكم.
وأما القاسم
والطيب والطاهر [١] وإبراهيم فإنهم أبناؤه حقيقة لكنهم ماتوا قبل أن يبلغوا
فلم يكونوا رجالا حتى ينتقض الآية وكذا الحسن والحسين وهما ابنا رسول الله فإن
النبي صلىاللهعليهوآله قبض قبل أن يبلغا حد الرجال.
ومما تقدم ظهر
أن الآية لا تقتضي نفي أبوته صلىاللهعليهوآله للقاسم والطيب والطاهر وإبراهيم وكذا للحسنين لما عرفت
أنها خاصة بالرجال الموجودين في زمن النزول على نعت الرجولية.
وقوله : « وَلكِنْ رَسُولَ
اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ » الخاتم بفتح التاء ما يختم به
كالطابع والقالب بمعنى ما يطبع
به وما يقلب به والمراد بكونه خاتم النبيين أن النبوة اختتمت به صلىاللهعليهوآله فلا نبي بعده.
وقد عرفت فيما
مر معنى الرسالة والنبوة وأن الرسول هو الذي يحمل رسالة من الله إلى الناس والنبي
هو الذي يحمل نبأ الغيب الذي هو الدين وحقائقه ولازم ذلك أن يرتفع الرسالة بارتفاع
النبوة فإن الرسالة من أنباء الغيب ، فإذا انقطعت هذه الأنباء انقطعت الرسالة.
ومن هنا يظهر أن
كونه صلىاللهعليهوآله خاتم النبيين يستلزم كونه خاتما للرسل.
وفي الآية
إيماء إلى أن ارتباطه صلىاللهعليهوآله وتعلقه بكم تعلق الرسالة والنبوة وأن ما فعله كان بأمر
من الله سبحانه.
وقوله : « وَكانَ اللهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيماً » أي ما بينه لكم إنما كان بعلمه.
[١] هذا على ما هو
المعروف وقال بعضهم : إن الطيب والطاهر لقبان للقاسم.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 325