responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 322

أمر من أمورهم أن يثبت لهم الاختيار من جهته لانتسابه إليهم وكونه أمرا من أمورهم فيختاروا منه غير ما قضى الله ورسوله بل عليهم أن يتبعوا إرادة الله ورسوله.

والآية عامة لكنها لوقوعها في سياق الآيات التالية يمكن أن تكون كالتمهيد لما سيجيء من قوله : « ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ » الآية ، حيث يلوح منه أن بعضهم كان قد اعترض على تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بزوج زيد وتعييره بأنها كانت زوج ابنه المدعو له بالتبني وسيجيء في البحث الروائي بعض ما يتعلق بالمقام.

قوله تعالى : « وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ » إلى آخر الآية المراد بهذا الذي أنعم الله عليه وأنعم النبي عليه زيد بن حارثة الذي كان عبدا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم حرره واتخذه ابنا له وكان تحته زينب بنت جحش بنت عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى زيد النبي فاستشاره في طلاق زينب فنهاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الطلاق ثم طلقها زيد فتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونزلت الآيات.

فقوله : « أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ » أي بالهداية إلى الإيمان وتحبيبه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقوله : « وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ » أي بالإحسان إليه وتحريره وتخصيصه بنفسك ، وقوله : « أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ » كناية عن الكف عن تطليقها ، ولا يخلو من إشعار بإصرار زيد على تطليقها.

وقوله : « وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ » أي مظهره « وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » ذيل الآيات أعني قوله : « الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ » دليل على أن خشيته صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس لم تكن خشية على نفسه بل كان خشية في الله فأخفى في نفسه ما أخفاه استشعارا منه أنه لو أظهره عابه الناس وطعن فيه بعض من في قلبه مرض فأثر ذلك أثرا سيئا في إيمان العامة ، وهذا الخوف ـ كما ترى ليس خوفا مذموما بل خوف في الله هو في الحقيقة خوف من الله سبحانه.

وقوله : « وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » الظاهر في نوع من العتاب ردع عن نوع من خشية الله وهي خشيته عن طريق الناس وهداية إلى نوع آخر من خشيته تعالى وأنه كان من الحري أن يخشى الله دون الناس ولا يخفي ما في نفسه ما الله مبديه وهذا نعم الشاهد على أن الله كان قد فرض له أن يتروج زوج زيد الذي كان تبناه

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست