آيات راجعة إلى
أزواج النبي صلىاللهعليهوآله تأمره أولا : أن ينبئهن أن ليس لهن من الدنيا وزينتها
إلا العفاف والكفاف إن اخترن زوجية النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم تخاطبهن ثانيا : أنهن واقفات في موقف صعب على ما
فيه من العلو والشرف فإن اتقين الله يؤتين أجرهن مرتين وإن أتين بفاحشة مبينة
يضاعف لهن العذاب ضعفين ويأمرهن بالعفة ولزوم بيوتهن من غير تبرج والصلاة والزكاة
وذكر ما يتلى في بيوتهن من الآيات والحكمة ثم يعد مطلق الصالحين من الرجال والنساء
وعدا بالمغفرة والأجر العظيم.
قوله
تعالى : « يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ » إلى تمام الآيتين ، سياق الآيتين يلوح أن أزواج النبي
أو بعضهن كانت لا ترتضي ما في عيشتهن في بيت النبي صلىاللهعليهوآله من الضيق والضنك فاشتكت إليه ذلك واقترحت عليه أن
يسعدهن في الحياة بالتوسعة فيها وإيتائهن من زينتها.
فأمر الله
سبحانه نبيه أن يخيرهن بين أن يفارقنه ولهن ما يردن وبين أن يبقين عنده ولهن ما هن
عليه من الوضع الموجود.
وقد ردد أمرهن
بين أن يردن الحياة الدنيا وزينتها وبين أن يردن الله ورسوله والدار الآخرة ، وهذا
الترديد يدل أولا : أن الجمع بين سعة العيش وصفائها بالتمتع من الحياة وزينتها
وزوجية النبي صلىاللهعليهوآله والعيشة في بيته مما لا يجتمعان.
( ١٦ ـ الميزان
ـ ٢٠ )
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 305