نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 295
وخرج عدو الله
حيي بن أخطب النضيري ـ حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب بني قريظة ـ وكان قد وادع
رسول الله صلىاللهعليهوآله على قومه وعاهده على ذلك ـ فلما سمع كعب صوت ابن أخطب أغلق
دونه حصنه. فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه يا كعب افتح لي ـ فقال : ويحك يا
حيي إنك رجل مشئوم ، إني قد عاهدت محمدا ولست بناقض ما بيني وبينه ، ولم أر منه
إلا وفاء وصدقا. قال : ويحك افتح لي حتى أكلمك. قال : ما أنا بفاعل. قال : إن
أغلقت دوني إلا على جشيشة تكره أن آكل منها معك.
فأحفظ [١] الرجل ففتح له
فقال : ويحك يا كعب ـ جئتك بعز الدهر وببحر طام [٢] جئتك بقريش
على قادتها وسادتها وبغطفان على سادتها وقادتها ـ قد عاهدوني أن لا يبرحوا حتى
يستأصلوا محمدا ومن معه. فقال كعب : جئتني والله بذل الدهر بجهام [٣] قد أهراق ماءه
يرعد ويبرق وليس فيه شيء ـ فدعني ومحمدا وما أنا عليه فلم أر من محمد إلا صدقا
ووفاء.
فلم يزل حيي
بكعب يفتل منه في الذروة [٤] والغارب ـ حتى سمح له على أن أعطاه عهدا وميثاقا ـ لئن
رجعت قريش وغطفان ـ ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك ـ حتى يصيبني ما أصابك
فنقض كعب عهده ـ وبرىء مما كان عليه فيما بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فلما انتهى
الخبر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ بعث سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ـ أحد بني
عبد الأشهل وهو يومئذ سيد الأوس ـ وسعد بن عبادة أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ـ
وهو يومئذ سيد الخزرج ـ ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير ـ فقال : انطلقوا
ـ حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن