responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 287

طلبها منهم ، والتلبث التأخر.

والمعنى : ولو دخل جنود المشركين بيوتهم من جوانبها وهم فيها ثم طلبوا منهم أن يرتدوا عن الدين لأعطوهم مسئولهم وما تأخروا بالردة إلا يسيرا من الزمان بمقدار الطلب والسؤال أي إنهم يقيمون على الدين ما دام الرخاء فإذا هجمت عليهم الشدة والبأس لم يلبثوا دون أن يرجعوا.

قوله تعالى : « وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً » اللام للقسم ، وقوله : « لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ » أي لا يفرون عن القتال وهو بيان للعهد ولعل المراد بعهدهم من قبل هو بيعتهم بالإيمان بالله ورسوله وما جاء به رسوله ومما جاء به : الجهاد الذي يحرم الفرار فيه ومعنى الآية ظاهر.

قوله تعالى : « قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً » إذ لا بد لكل نفس من الموت لأجل مقضي محتوم لا يتأخر عنه ساعة ولا يتقدم عليه فالفرار لا يؤثر في تأخير الأجل شيئا.

وقوله : « وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً » أي وإن نفعكم الفرار فمتعتم بتأخر الأجل فرضا لا يكون ذلك التمتيع إلا تمتيعا قليلا أو في زمان قليل لكونه مقطوع الآخر لا محالة.

قوله تعالى : « قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً » كانت الآية السابقة تنبيها لهم على أن حياة الإنسان مقضي مؤجل لا ينفع معه فرار من الزحف وفي هذه الآية تنبيه ـ على أن الشر والخير تابعان لإرادة الله محضا لا يمنع عن نفوذها سبب من الأسباب ولا يعصم الإنسان منها أحد فالحزم إيكال الأمر إلى إرادته تعالى والقرار على أمره بالتوكل عليه.

ولما كانت قلوبهم مرضى أو مشغولة بكفر مستبطن عدل عن أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بتكليمهم إلى تكليم نفسه فقال : « وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً ».

قوله تعالى : « قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ـ إلى قوله ـ يَسِيراً » التعويق التثبيط والصرف ، وهلم اسم فعل بمعنى أقبل ، ولا يثنى ولا يجمع في لغة الحجاز ، والبأس الشدة والحرب ، وأشحة جمع شحيح بمعنى البخيل ، والذي يغشى عليه هو الذي أخذته

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست