نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 27
قبال تزويجه إحدى ابنتيه وليس بعقد قاطع ومن الدليل عدم تعين المعقودة في
كلامه عليهالسلام.
فقوله : « إِحْدَى ابْنَتَيَّ
هاتَيْنِ » دليل على حضورهما
إذ ذاك ، وقوله : «
عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ » أي على أن تأجرني نفسك أي تكون أجيرا لي ثماني حجج ، والحجج جمع حجة والمراد بها السنة بعناية أن كل سنة فيها حجة
للبيت الحرام ، وبه يظهر أن حج البيت ـ وهو من شريعة إبراهيم عليهالسلام ـ كان معمولا به عندهم.
وقوله : « فَإِنْ أَتْمَمْتَ
عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ » أي فإن أتممته عشر سنين فهو من عندك وباختيار منك من غير أن تكون ملزما
من عندي.
وقوله : « وَما أُرِيدُ أَنْ
أَشُقَّ عَلَيْكَ » إخبار عن نحو ما يريده منه من الخدمة وأنه عمل غير موصوف بالمشقة وأنه
مخدوم صالح.
وقوله : « سَتَجِدُنِي إِنْ
شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ » أي إني من الصالحين وستجدني منهم إن شاء الله
فالاستثناء متعلق بوجدان موسى إياه منهم لا بكونه في نفسه منهم.
وقوله : « ذلِكَ بَيْنِي
وَبَيْنَكَ » أي ذلك الذي ذكرته وقررته من المشارطة والمعاهدة وعرضته علي ثابت بيننا
ليس لي ولا لك أن نخالف ما شارطناه ، وقوله : « أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا
عُدْوانَ عَلَيَ » بيان للأجل المردد المضروب في كلام شعيب عليهالسلام وهو قوله : « ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً
فَمِنْ عِنْدِكَ » أي لي أن أختار أي الأجلين شئت فإن اخترت الثماني سنين فليس لك أن تعدو
علي وتلزمني بالزيادة وإن اخترت الزيادة وخدمتك عشرا فليس لك أن تعدو علي بالمنع
من الزيادة.
وقوله : « وَاللهُ عَلى ما
نَقُولُ وَكِيلٌ » توكيل له تعالى فيما يشارطان يتضمن إشهاده تعالى على ما يقولان وإرجاع
الحكم والقضاء بينهما إليه لو اختلفا ، ولذا اختار التوكيل على الإشهاد لأن
الشهادة والقضاء كليهما إليه تعالى ، وهذا كقول يعقوب عليهالسلام حين أخذ الموثق من بنيه أن يردوا إليه ابنه فيما يحكيه
الله : « فَلَمَّا
آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ
» يوسف : ٦٦.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 27