responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 244

العالمين بل يثبتون لكل عالم إلها ولمجموع الآلهة إلها هو الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا.

قوله تعالى : « أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ » إلخ ، أم منقطعة ، والمعنى : بل يقولون افترى القرآن على الله وليس من عنده فرده بقوله : « بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ » إلخ.

وقوله : « لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ » قيل : يعني قريشا فإنهم لم يأتهم نبي قبله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخلاف غيرهم من قبائل العرب فإنهم أتاهم بعض الأنبياء كخالد بن سنان العبسي وحنظلة على ما في الروايات.

وقيل : المراد به أهل الفترة بين عيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فكانوا كأنهم في غفلة عما لزمهم من حق نعم الله وما خلقهم له من العبادة وفيه أن معنى الفترة هو عدم انبعاث نبي له شريعة وكتاب وأما الفترة عن مطلق النبوة فلا نسلم تحققها وخلو جميع الزمان وهو قريب من ستة قرون من النبي مطلقا.

وقوله : « لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ » غاية رجائية لإرسال الرسول والترجي قائم بالمقام أو بالمخاطب دون المتكلم كما تقدم في نظائره.

قوله تعالى : « اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ـ إلى قوله ـ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ » تقدم الكلام في تفسير قوله : « خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ » في نظائره من الآيات وتقدم أيضا أن الاستواء على العرش كناية عن مقام تدبير الموجودات بنظام عام إجمالي يحكم على الجميع ولذا اتبع العرش في أغلب ما وقع فيه من الموارد بما فيه معنى التدبير كقوله : « ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ » الأعراف : ٥٤ وقوله : « ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ » يونس : ٣ وقوله : « ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ » الحديد : ٤ وقوله : « ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ » البروج : ١٦.

والوجه في ذكر الاستواء على العرش ، بعد ذكر خلق السماوات والأرض أن الكلام في اختصاص الربوبية والألوهية بالله وحده ومجرد استناد الخلقة إليه تعالى لا ينفع في إبطال ما يقول به الوثنية شيئا فإنهم لا ينكرون استناد الخلقة إليه وحده وإنما يقولون باستناد التدبير وهو الربوبية للعالم إلى آلهتهم ثم اختصاص الألوهية وهي المعبودية بآلهتهم ولله تعالى من الشأن أنه رب الأرباب وإله الآلهة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست