responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 160

في المجمع : الروضة البستان المتناهي منظرا وطيبا. انتهى. وقال في المفردات : الحبر الأثر المستحسن ـ إلى أن قال ـ وقوله عز وجل : « فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ » أي يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم. انتهى.

والمراد بتفرق الخلق يومئذ تميز المؤمنين الصالحين من المجرمين ودخول هؤلاء النار ودخول أولئك الجنة على ما يشير إليه الآيتان التاليتان.

ولزوم هذا التميز والتفرق في الوجود هو الذي أخذه الله سبحانه حجة على ثبوت المعاد حيث قال : « أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ » الجاثية : ٢١.

قوله تعالى : « فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ » لما ذكر أنه يبدأ الخلق ثم يعيدهم ويرجعهم للقائه فيفرقهم طائفتين : أهل الجنة والنعمة وأهل النار والعذاب ، أما أهل الجنة فهم المؤمنون العاملون للصالحات وأما أهل النار فهم الكفار المكذبون لآيات الله وقد ذكر أنهم كانوا في الدنيا أهل قوة ونعمة لكنهم نسوا الآخرة وكذبوا بآيات الله واستهزءوا بها حتى انتهى بهم الأمر إلى سوء العذاب عذاب الاستئصال جزاء لظلمهم أنفسهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

فتحصل من ذلك أن في دار الخلقة تدبيرا إلهيا متقنا صالحا جميلا على أجمل ما يكون وأن للإنسان على توالي الأزمنة والدهور آثاما وخطيئات من العقيدة السيئة في حق ربه واتخاذ شركاء له وإنكار لقائه إلى سائر المعاصي.

ذيل الكلام بتسبيحه كلما تجدد حين بعد حين وتحميده على صنعه وتدبيره في السماوات والأرض وهو مجموع العالم المشهود فهو سبحانه منزه عن هذه الاعتقادات الباطلة والأعمال الردية ومحمود في جميع ما خلقه ودبره في السماوات والأرض.

ومن هناك يظهر : أولا : أن التسبيح والتحميد في الآيتين إنشاء تنزيه وثناء منه تعالى لا من غيره حتى يكون المعنى : قولوا سبحان الله وقولوا الحمد لله فقد تكرر في كلامه تعالى تسبيحه وتحميده لنفسه كقوله : « سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ » الصافات : ١٨٠ وقوله : « تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ » الفرقان : ١.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست