تفتتح السورة
بوعد من الله وهو أن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين بعد انهزامهم أيام نزول السورة
عن الفرس ثم تنتقل منه إلى ذكر ميعاد أكبر وهو الوعد بيوم يرجع الكل فيه إلى الله
وتقيم الحجة على المعاد ثم تنعطف إلى ذكر آيات الربوبية وتصف صفاته تعالى الخاصة
به ثم تختتم السورة بوعد النصر للنبي صلىاللهعليهوآله وتؤكد القول فيه إذ تقول : « فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا
يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ » وقد قيل قبيل ذلك : « وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
».
فغرض السورة هو
الوعد القطعي منه تعالى بنصرة دينه وقد قدم عليه نصر الروم على الفرس في بضع سنين
من حين النزول ليستدل بإنجاز هذا الوعد على إنجاز ذلك الوعد ، وكذا يحتج به ومن
طريق العقل على أنه سينجز وعده بيوم القيامة لا ريب فيه.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 154