نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 141
الحق يؤمنون بالباطل ولذلك خسروا في إيمانهم.
قوله
تعالى : « وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ
بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ » إشارة إلى قولهم كقول متقدميهم : ائتنا بعذاب الله إن
كنت من الصادقين ، وقد حكى الله عنهم استعجالهم في قوله : « وَلَئِنْ أَخَّرْنا
عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ
» هود : ٨.
والمراد بالأجل
المسمى هو الذي قضاه لبني آدم حين أهبط آدم إلى الأرض فقال : « وَلَكُمْ فِي
الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ » البقرة : ٣٦ وقال : « وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ
أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ
» الأعراف : ٣٤.
وهذا العذاب
الذي يحول بينه وبينهم الأجل المسمى هو الذي يستحقونه لمطلق أعمالهم السيئة كما
قال عز من قائل : «
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ
لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً » الكهف : ٥٨ ولا ينافي ذلك تعجيل العذاب بنزول الآيات
المقترحة على الرسول من غير إمهال وإنظار ، قال تعالى : « وَما مَنَعَنا أَنْ
نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ
» إسراء : ٥٩.
قوله
تعالى : « يَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ، يَوْمَ يَغْشاهُمُ
الْعَذابُ » إلى آخر الآية ، تكرار «
يَسْتَعْجِلُونَكَ » للدلالة على كمال جهلهم وفساد فهمهم وأن استعجالهم استعجال لأمر مؤجل لا
معجل أولا واستعجال لعذاب واقع لا صارف له عنهم لأنهم مجزيون بأعمالهم التي لا
تفارقهم ثانيا.
في المجمع في
قوله تعالى : « وَما
يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ
» روى الواحدي بالإسناد
عن جابر قال : تلا النبي صلىاللهعليهوآله هذه الآية ـ وقال : العالم الذي يعقل عن الله ـ فعمل
بطاعته واجتنب سخطه.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 141