نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 127
لكن الظاهر كما
تقدم في تفسير قوله : «
كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ
» البقرة : ٢١٣ أن عهد
الفطرة الساذجة كان قبل بعثة نوح عليهالسلام وعاد وثمود كانوا بعد نوح فكونهم مستبصرين قبل انصدادهم
عن السبيل هو كونهم يعيشون على عبادة الله ودين التوحيد وهو دين الفطرة.
قوله
تعالى : « فَكُلًّا أَخَذْنا
بِذَنْبِهِ » إلى آخر الآية أي كل واحدة من الأمم المذكورين أخذناها بذنبها ثم أخذ في
التفصيل فقال : «
فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً» والحاصب الحجارة وقيل : الريح التي ترمي بالحصى وعلى الأول فهم
قوم لوط ، وعلى الثاني قوم عاد «
وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ » وهم قوم ثمود وقوم شعيب « وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ » وهو قارون « وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا » وهم قوم نوح وفرعون وهامان وقومهما.
ثم عاد سبحانه
إلى كافة القصص المذكورة وما انتهى إليه أمر تلك الأمم من الأخذ والعذاب فبين
ببيان عام أن الذي أوقعهم فيما وقعوا لم يكن بظلم منه سبحانه بل بظلم منهم لأنفسهم
فقال : « وَما كانَ
اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ » أي فيجازيهم الله على ظلمهم لأن الدار دار الفتنة
والامتحان وهي السنة الإلهية التي لا معدل عنها فمن اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضل
فعليها.
(
بحث روائي )
في الكافي ،
بإسناده عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام : في حديث يذكر فيه معاني الكفر قال : والوجه الخامس من
الكفر كفر البراءة قال تعالى : «
وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً ـ مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ـ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ
وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً » يعني يتبرأ بعضكم من بعض الحديث.
أقول : وروي هذا المعنى في التوحيد ، عن علي عليهالسلام : في حديث طويل يجيب فيه عما سئل عنه ـ من تهافت الآيات
وفيه : والكفر في هذه الآية البراءة ـ يقول : يتبرأ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 16 صفحه : 127