responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 107

غيرها وهو ظاهر بل الذي ذكر من الإيذاء والفتنة إنما كان بمكة فلم تكن في المدينة بعد الهجرة فتنة.

وأما حديث النصر فالنصر غير منحصر في الفتح والغنيمة فله مصاديق أخر يفرج الله بها عن عباده. على أن الآية لا تخبر عنه بما يدل على التحقق فقوله : « فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ » يدل على تحقق الإيذاء والفتنة حيث عبر بإذا الدالة على تحقق الوقوع بخلاف مجيء النصر حيث عبر عنه بأن الشرطية الدالة على إمكان الوقوع دون تحققه.

وأما قوله تعالى : « وَمَنْ جاهَدَ » إلخ فقد اتضح مما تقدم أن المراد به جهاد النفس دون مقاتلة الكفار فالحق أن لا دلالة في شيء من الآيات على كون السورة أو بعضها مدنية.

قوله تعالى : « وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ » المراد بالذين كفروا مشركو مكة الذين أبدوا الكفر أول مرة بالدعوة الحقة ، وبالذين آمنوا المؤمنون بها أول مرة وقولهم لهم : « اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ » نوع استمالة لهم وتطييب لنفوسهم أن لو رجعوا إلى الشرك واتبعوا سبيلهم لم تكن عليهم تبعة على أي حال : إذ لو لم تكن في ذلك خطيئة فهو ، وإن كانت فهم حاملون لها عنهم ، ولذلك لم يقولوا : ولنحمل خطاياكم لو كانت بل أطلقوا القول من غير تقييد.

فكأنهم قالوا : لنفرض أن اتباعكم لسبيلنا خطيئة فإنا نحملها عنكم ونحمل كل ما يتفرع عليه من الخطايا أو أنا نحمل عنكم خطاياكم عامة ومن جملتها هذه الخطيئة.

وقوله : « وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ » رد لقولهم : « وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ » وهو رد محفوف بحجة إذ لو كان اتباعهم لسبيلهم ورجوعهم عن الإيمان بالله خطيئة كان خطيئة عند الله لاحقة بالراجعين وانتقالها عن عهدتهم إلى غيرهم يحتاج إلى إذن من الله ورضى فهو الذي يؤاخذهم به ويجازيهم وهو سبحانه يصرح ويقول : « ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ » وقد عمم النفي لكل شيء من خطاياهم.

وقوله : « إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ » تكذيب لهم لما أن قولهم : « وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ » يشتمل على دعوى ضمني أن خطاياهم تنتقل إليهم لو احتملوها وأن الله يجيز لهم ذلك.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست