responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 102

هذه الآيات الثلاث أن من يؤمن بالله لتوقع الرجوع إليه ولقائه فليعلم أنه آت لا محالة وأن الله سميع لأقواله عليم بأحواله وأعماله فليأخذ حذره وليؤمن حق الإيمان الذي لا يصرفه عنه فتنة ولا إيذاء وليجاهد في الله حق جهاده ، وليعلم أن الذي ينتفع بجهاده هو نفسه ولا حاجة لله سبحانه إلى إيمانه ولا إلى غيره من العالمين وليعلم أنه إن آمن وعمل صالحا فإن الله سيكفر عنه سيئاته ويجزيه بأحسن أعماله ، والعلمان الأخيران يؤكدان العلم الأول ويستوجبان لزومه الإيمان وصبره على الفتن والمحن في جنب الله.

فقوله : « مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ » رجوع إلى بيان حال من يقول : آمنت فإنه إنما يؤمن لو صدق بعض الصدق لتوقعه الرجوع إلى الله سبحانه يوم القيامة إذ لو لا المعاد لغا الدين من أصله ، فالمراد بقوله : « مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ » من كان يؤمن بالله أو من كان يقول : آمنت بالله ، فالجملة من قبيل وضع السبب موضع المسبب.

والمراد بلقاء الله وقوف العبد موقفا لا حجاب بينه وبين ربه كما هو الشأن يوم القيامة الذي هو ظرف ظهور الحقائق ، قال تعالى : « وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ».

وقيل : المراد بلقاء الله هو البعث ، وقيل : الوصول إلى العاقبة من لقاء ملك الموت والحساب والجزاء ، وقيل : المراد ملاقاة جزاء الله من ثواب أو عقاب وقيل : ملاقاة حكمه يوم القيامة ، والرجاء على بعض هذه الوجوه بمعنى الخوف.

وهذه وجوه مجازية بعيدة لا موجب لها إلا أن يكون من التفسير بلازم المعنى.

وقوله : « فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ » الأجل هو الغاية التي ينتهي إليها زمان الدين ونحوه وقد يطلق على مجموع ذلك الزمان والغالب في استعماله هو المعنى الأول.

و« أَجَلَ اللهِ » هو الغاية التي عينها الله تعالى للقائه ، وهو آت لا ريب فيه وقد أكد القول تأكيدا بالغا ، ولازم تحتم إتيان هذا الأجل وهو يوم القيامة أن لا يسامح في أمره ولا يستهان بأمر الإيمان بالله حق الإيمان والصبر عليه عند الفتن والمحن من غير رجوع وارتداد ، وقد زاد في تأكيد القول بتذييله بقوله : « وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » إذ هو تعالى لما كان سميعا لأقوالهم عليما بأحوالهم فلا ينبغي أن يقول القائل : آمنت بالله إلا عن ظهر القلب ومع الصبر على كل فتنة ومحنة.

ومن هنا يظهر أن ذيل الآية : « فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ » إلخ ، من قبيل وضع

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 16  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست