responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 55

السنة الأربعة المتفرعة على طول الليل والنهار وقصرهما وبذلك يتم أمر إرزاق الحيوان وتدبير معاشها كما قال : « وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ » حم السجدة : ١٠.

فمضامين الآيات الثلاث مترتبة مستتبعة بعضها بعضا فإنشاء السمع والبصر والفؤاد وهو الحس والعقل للإنسان يستتبع حياة متعلقة بالمادة وسكونا في الأرض إلى حين ، ثم الرجوع إلى الله ، وهو يستتبع حياة وموتا ، وذلك يستتبع عمرا متقضيا بانقضاء الزمان ورزقا يرتزق به.

فالآيات الثلاث تتضمن إشارة إلى دور كامل من تدبير أمر الإنسان من حين يخلق إلى أن يرجع إلى ربه ، والله سبحانه هو مالك خلقه فهو مالك تدبير أمره لأن هذا التدبير تدبير تكويني لا يفارق الخلق والإيجاد ولا ينحاز عنه ، وهو نظام الفعل والانفعال الجاري بين الأشياء بما بينها من الروابط المختلفة المجعولة بالتكوين فالله سبحانه هو ربهم المدبر لأمرهم وإليه يحشرون ، وقوله : « أَفَلا تَعْقِلُونَ » توبيخ لهم وحث على التنبه فالإيمان.

قوله تعالى : « بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ » إضراب عن نفي سابق يدل عليه الاستفهام المتقدم أي لم يعقلوا بل قالوا كذا وكذا.

وفي تشبيه قولهم بقول الأولين إشارة إلى أن تقليد الآباء منعهم عن اتباع الحق وأوقعهم فيما لا يبقى معه للدين جدوى وهو نفي المعاد ، والإخلاص إلى الأرض والانغمار في الماديات سنة جارية فيهم في آخراهم وأولاهم.

قوله تعالى : « قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ » بيان لقوله : « قالُوا » في الآية السابقة والكلام مبني على الاستبعاد.

قوله تعالى : « لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ » الأساطير الأباطيل والأحاديث الخرافية وهي جمع أسطورة كأكاذيب جمع أكذوبة وأعاجيب جمع أعجوبة وإطلاق الأساطير وهو جمع على البعث وهو مفرد بعناية أنه مجموع عدات كل واحد منها أسطورة كالإحياء والجمع والحشر والحساب والجنة والنار وغيرها ، والإشارة بهذا إلى حديث البعث وقوله : ( مِنْ قَبْلُ ) ، متعلق بقوله : « وُعِدْنا » على ما يعطيه سياق الجملة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست