responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 45

فقوله : « أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ » الاستفهام فيه للإنكار واللام في « الْقَوْلَ » للعهد والمراد به القرآن المتلو عليهم ، والكلام متفرع على ما تقدمه من كونهم في غفلة منه وشغل يشغلهم عنه ، والمعنى : هل إذا كانوا على تلك الحال لم يدبروا هذا القول المتلو عليهم حتى يعلموا أنه حق من عند الله فيؤمنوا به.

وقوله : « أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ » « أَمْ » فيه وفيما بعده منقطعة في معنى الإضراب ، والمعنى : بل أجاءهم شيء لم يأت آباءهم الأولين فيكون بدعا ينكر ويحترز منه.

وكون الشيء بدعا محدثا لا يعرفه السابقون وإن لم يستلزم كونه باطلا غير حق على نحو الكلية لكن الرسالة الإلهية لما كانت لغرض الهداية لو صحت وجبت في حق الجميع فلو لم يأت الأولين كان ذلك حجة قاطعة على بطلانها.

قوله تعالى : « أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ » المراد بمعرفة الرسول معرفته بنسبه وحسبه وبالجملة بسجاياه الروحية وملكاته النفسية من اكتسابية وموروثة حتى يتبين به أنه صادق فيما يقول مؤمن بما يدعو إليه مؤيد من عند الله وقد عرفوا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سوابق حاله قبل البعثة ، وقد كان يتيما فاقدا للأبوين لم يقرأ ولم يكتب ولم يأخذ أدبا من مؤدب ولا تربية من مرب ثم لم يجدوا عنده ما يستقبحه عقل أو يستنكره طبع أو يستهجنه رأي ولا طمعا في ملك أو حرصا على مال أو ولعا بجاه ، وهو على ما هو سنين من عمره فإذا هو ينادي للفلاح والسعادة ويندب إلى حقائق ومعارف تبهر العقول ويدعو إلى شريعة تحير الألباب ويتلو كتابا.

فهم قد عرفوا رسولهم صلى‌الله‌عليه‌وآله بنعوته الخاصة المعجزة لغيره ، ولو لم يكونوا يعرفونه لكان لهم عذرا في إعراضهم عن دينه واستنكافهم عن الإيمان به لأن معنى عدم معرفته كذلك وجدانه على غير بعض هذه النعوت أو عدم إحرازه فيه ، ومن المعلوم أن إلقاء الزمام إلى من هذا شأنه مما لا يجوزه العقل.

قوله تعالى : « أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ » وهذا عذر آخر لهم تشبثوا به إذ قالوا : « يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ » الحجر : ٦ ذكره ورده بلازم قوله : « بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ ».

فمدلول قوله : « بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ » إضراب عن جملة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست