responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 404

رب هذه البلدة الذي حرمها. وفيه تعريض لهم حيث كفروا بهذه النعمة نعمة حرمة بلدتهم ولم يشكروا الله بعبادته بل عدلوا إلى عبادة الأصنام.

وقوله : ( وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ) إشارة إلى سعة ملكه تعالى دفعا لما يمكن أن يتوهم أنه إنما يملك مكة التي هو ربها فيكون حاله حال سائر الأصنام يملك الواحد منها على عقيدتهم جزء من أجزاء العالم كالسماء والأرض وبلدة كذا وقوم كذا وأسرة كذا ، فيكون تعالى معبودا كأحد الآلهة واقعا في صفهم وفي عرضهم.

وقوله : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) أي من الذين أسلموا له فيما أراد ولا يريد إلا ما يهدي إليه الخلقة ويهتف به الفطرة وهو الدين الحنيف الفطري الذي هو ملة إبراهيم.

قوله تعالى : ( وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) معطوف على قوله : ( أَنْ أَعْبُدَ ) أي أمرت أن أقرأ القرآن والمراد تلاوته عليهم بدليل تفريع قوله : ( فَمَنِ اهْتَدى ) إلخ ، عليه.

وقوله : ( فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) أي فمن اهتدى بهذا القرآن فالذي ينتفع به هو نفسه ولا يعود نفعه إلي.

وقوله : ( وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) أي ومن لم يهتد به بالإعراض عن ذكر ربه وهو الضلال فعليه ضلاله ووبال كفره لا علي لأني لست إلا منذرا مأمورا بذلك ولست عليه وكيلا والله هو الوكيل عليه.

فالعدول عن مثل قولنا : ومن ضل فإنما أنا من المنذرين وهو الذي كان يقتضيه الظاهر إلى قوله : ( فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) لتذكيره صلى‌الله‌عليه‌وآله بما تقدم من العهد إليه أنه ليس إلا منذرا وليس إليه من أمرهم شيء فعليه أن يتوكل على ربه ويرجع أمرهم إليه كما قال : ( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ) إلخ ، فكأنه قيل : ومن ضل فقل له قد سمعت أن ربي لم يجعل علي إلا الإنذار فلست بمسئول عن ضلال من ضل.

قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) معطوف على قوله : ( فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) وفيه انعطاف إلى ما ذكره بعد أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالتوكل عليه في أمرهم من أنه سيجعل للمشركين عاقبة سوء

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست