responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 379

متفرقات المعارف الحقة فسياق آيات السورة شبيه بما في سورة مريم من السياق على ما مر.

قوله تعالى : « قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ » لما قص من قصص الأنبياء وأممهم ما قص وفيها بيان سنته الجارية في الأمم الماضين وما فعل بالمؤمنين منهم من الاصطفاء ومزيد الإحسان كما في الأنبياء منهم وما فعل بالكافرين من العذاب والتدمير ـ ولم يفعل إلا الخير الجميل ولا جرت سنته إلا على الحكمة البالغة ـ انتقل منها إلى أمر نبيه بأن يحمده ويثني عليه وأن يسلم على المصطفين من عباده وقرر أنه تعالى هو المتعين للعبادة.

فهو انتقال من القصص إلى التحميد والتسليم والتوحيد وليس باستنتاج وإن كان في حكمه وإلا قيل : فقل الحمد لله « إلخ » أو فالله خير « إلخ ».

فقوله : « قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ » أمر بتحميده وفيه إرجاع كل حمد إليه تعالى لما تقرر بالآيات السابقة أن مرجع كل خلق وتدبير إليه وهو المفيض كل خير بحكمته والفاعل لكل جميل بقدرته.

وقوله : « وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى » معطوف على ما قبله من مقول القول وفي التسليم لأولئك العباد المصطفين نفي كل ما في نفس المسلم من جهات التمانع والتضاد لما عندهم من الهداية الإلهية وآثارها الجميلة ـ على ما يقتضيه معنى السلام ـ ففي الأمر بالسلام أمر ضمني بالتهيؤ لقبول ما عندهم من الهدى وآثاره فهو بوجه في معنى قوله تعالى : « أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ » الأنعام : ٩٠ ، فافهمه.

وقوله : « آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ » من تمام الخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والاستفهام للتقرير ومحصل المراد أنه إذا كان الثناء كله لله وهو المصطفى لعباده المصطفين فهو خير من آلهتهم الذين يعبدونهم ولا خلق ولا تدبير لهم يحمدون عليه ولا خير بأيديهم يفيضونه على عبادهم.

قوله تعالى : « أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً » إلى آخر الآية ، الحدائق جمع حديقة وهي البستان المحدود المحوط بالحيطان وذات بهجة صفة حدائق ، قال في مجمع البيان : ، ذات بهجة أي ذات منظر حسن يبتهج به من رآه ولم يقل : ذوات بهجة لأنه أراد تأنيث الجماعة ولو أراد تأنيث الأعيان لقال :

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست