responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 330

وفي الآيات ـ على ما تقدم من معناها ـ تسلية للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبشرى للمؤمنين بالنجاة وإيعاد للكفار بالعذاب.

قوله تعالى : « هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ ـ إلى قوله ـ كاذِبُونَ » ، تعريف لمن تتنزل عليه الشياطين بما يخصه من الصفة ليعلم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس منهم ولا أن القرآن من إلقاء الشياطين ، والخطاب متوجه إلى المشركين.

فقوله : « هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ » في معنى هل أعرفكم الذين تتنزل عليهم شياطين الجن بالأخبار؟

وقوله : « تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ » قال في مجمع البيان : ، الأفاك الكذاب وأصل الإفك القلب والأفاك الكثير القلب للخبر عن جهة الصدق إلى جهة الكذب ، والأثيم الفاعل للقبيح يقال : أثم يأثم إثما إذا ارتكب القبيح وتأثم إذا ترك الإثم انتهى.

وذلك أن الشياطين لا شأن لهم إلا إظهار الباطل في صورة الحق وتزيين القبيح في زي الحسن فلا يتنزلون إلا على أفاك أثيم.

وقوله : « يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ » الظاهر أن ضميري الجمع في « يُلْقُونَ » و « أَكْثَرُهُمْ » معا للشياطين ، والسمع مصدر بمعنى المسموع والمراد به ما سمعه الشياطين من أخبار السماء ولو ناقصا فإنهم ممنوعون من الاستماع مرميون بالشهب فما استرقوه لا يكون إلا ناقصا غير تام ولا كامل ولذا يتسرب إليه الكذب كثيرا.

وقوله : « وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ » أي أكثر الشياطين كاذبون لا يخبرون بصدق أصلا وهذا هو الكثرة بحسب الأفراد ويمكن أن يكون المراد الكثرة من حيث التنزل أي أكثر المتنزلين منهم كاذبون أي أكثر أخبارهم كاذبة.

ومحصل حجة الآيات الثلاث أن الشياطين لابتناء جبلتهم على الشر لا يتنزلون إلا على كل كذاب فاجر وأكثرهم كاذبون في أخبارهم ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس بأفاك أثيم ولا ما يوحى إليه من الكلام كذبا مختلقا فليس ممن تتنزل عليه الشياطين ولا الذي يتنزل عليه شيطانا ، ولا القرآن النازل عليه من إلقاء الشياطين.

قوله تعالى : « وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ـ إلى قوله ـ لا يَفْعَلُونَ » جواب عن رمي المشركين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنه شاعر ، نبه عليه بعد الجواب عن قولهم إن له شيطانا يوحي إليه القرآن.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست