responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 280

( بيان )

تشير الآيات بعد الفراغ عن قصة موسى إلى نبإ إبراهيم عليه‌السلام وهو خبره الخطير إذ انتهض لتوحيد الله سبحانه بفطرته الزاكية الطاهرة من بين قومه المطبقين على عبادة الأصنام فتبرأ منهم ودافع عن الحق ثم كان من أمره ما قد كان ففي ذلك آية ولم يؤمن به أكثر قومه كما سيشير إلى ذلك في آخر الآيات.

قوله تعالى : « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ » غير السياق عما كان عليه أول القصة « وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى » إلخ ، لمكان قوله : « عَلَيْهِمْ » فإن المطلوب تلاوته على مشركي العرب وعمدتهم قريش وإبراهيم هذا أبوهم وقد قام لنشر التوحيد وإقامة الدين الحق ولم يكن بينهم يومئذ من يقول : لا إله إلا الله ، فنصر الله ونصره حتى ثبتت كلمة التوحيد في الأرض المقدسة وفي الحجاز.

فلم يكن ذلك كله إلا عن دعوة من الفطرة وبعث من الله سبحانه ففي ذلك آية لله فليعتبروا به وليتبرءوا من دين الوثنية كما تبرأ منه ومن أبيه وقومه المنتحلين به أبوهم إبراهيم عليه‌السلام.

قوله تعالى : « إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ » مخاصمته ومناظرته عليه‌السلام مع أبيه غير مخاصمته مع قومه واحتجاجه عليهم كما حكاه الله تعالى في سورة الأنعام وغيرها لكن البناء هاهنا على الإيجاز والاختصار ولذا جمع بين المحاجتين وسبكهما محاجة واحدة أورد فيها ما هو القدر المشترك بينهما.

وقوله : « ما تَعْبُدُونَ » سؤال عن الحقيقة بوضع نفسه موضع من لا يعرف شيئا من حقيقتها وسائر شئونها وهذا من طرق المناظرة سبيل من يريد أن يبين الخصم حقيقة مدعاه وسائر شئونه حتى يأخذه بما سمع من اعترافه.

على أن هذه المحاجة كانت من إبراهيم أول ما خرج من كهفه ودخل في مجتمع أبيه وقومه ولم يكن شهد شيئا من ذلك قبل اليوم فحاجهم عن فطرة ساذجة طاهرة كما تقدم تفصيل القول فيه في تفسير سورة الأنعام.

قوله تعالى : « قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ » ظل بمعنى دام ، والعكوف

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست