responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 277

الْآخَرِينَ » قصة غرق آل فرعون وإنجاء بني إسرائيل في أربع عشرة آية وقد أوجز في الكلام بحذف بعض فصول القصة لظهوره من سياقها كخروج موسى وبني إسرائيل ليلا من مصر لدلالة قوله : « أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي » عليه وعلى هذا القياس.

فقال تعالى : « فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ » أي فأسرى موسى بعبادي فلما علم فرعون بذلك أرسل « فِي الْمَدائِنِ » التي تحت سلطانه رجالا « حاشِرِينَ » يحشرون الناس ويجمعون الجموع قائلين للناس « إِنَّ هؤُلاءِ » بني إسرائيل « لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ » والشرذمة من كل شيء بقيته القليلة فتوصيفها بالقلة تأكيد « وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ » يأتون من الأعمال ما يغيظوننا به « وَإِنَّا لَجَمِيعٌ » مجموع متفق فيما نعزم عليه « حاذِرُونَ » نحذر العدو أن يغتالنا أو يمكر بنا وإن كان ضعيفا قليلا ، والمطلوب بقولهم هذا وهو لا محالة بلاغ من فرعون لحث الناس عليهم.

« فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ » فيه قصورهم المشيدة وبيوتهم الرفيعة ، ولما كان خروجهم عن مكر إلهي بسبب داعية الاستعلاء والاستكبار التي فيهم نسب إلى نفسه أنه أخرجهم « كَذلِكَ » أي الأمر كذلك « وَأَوْرَثْناها » أي تلك الجنات والعيون والكنوز والمقام الكريم « بَنِي إِسْرائِيلَ » حيث أهلكنا فرعون وجنوده وأبقينا بني إسرائيل بعدهم فكانوا هم الوارثين.

« فَأَتْبَعُوهُمْ » أي لحقوا ببني إسرائيل « مُشْرِقِينَ » أي داخلين في وقت شروق الشمس وطلوعها « فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ » أي دنا بعضهم من بعض فرأى كل من الجمعين جمع فرعون وجمع موسى الآخر ، « قالَ أَصْحابُ مُوسى » من بني إسرائيل خائفين فزعين « إِنَّا لَمُدْرَكُونَ » سيدركنا جنود فرعون.

« قالَ » موسى «كَلَّا » لن يدركونا « إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ » والمراد بهذه المعية معية الحفظ والنصرة وهي التي وعدها له ربه أول ما بعثه وأخاه إلى فرعون : « إِنَّنِي مَعَكُما » وأما معية الإيجاد والتدبير فالله سبحانه مع موسى وفرعون على نسبة سواء ، وقوله : « سَيَهْدِينِ » أي سيدلني على طريق لا يدركني فرعون معها.

« فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ » والانفلاق انشقاق الشيء وبينونة بعضه من بعض « فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ » أي قطعة منفصلة من الماء « كَالطَّوْدِ » وهو

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست