responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 261

قوله تعالى : « وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ » الفعلة بفتح الفاء بناء مرة من الفعل ، وتوصيف الفعلة بقوله : « الَّتِي فَعَلْتَ » للدلالة على عظم خطره وكثرة شناعته وفظاعته نظير ما في قوله : « فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ » طه : ٧٨ ، ومراده بهذه الفعلة قتله عليه‌السلام القبطي.

وقوله : « وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ » ظاهر السياق على ما سيأتي الإشارة إليه أن مراده بالكفر كفران النعمة وأن قتله القبطي وإفساده في أرضه كفران لنعمته عليه بالخصوص بما له عنده من الصنيعة حيث كف عن قتله كسائر المواليد من بني إسرائيل ورباه في بيته بل لأنه من بني إسرائيل وهو يراهم عبيدا لنفسه ويرى نفسه ربا منعما عليهم فقتل الواحد منهم رجلا من قومه وإفساده في الأرض خروج من طور العبودية وكفر بنعمته.

فمحصل اعتراضه المشار إليه في الآيتين أنك الذي ربيناك صبيا صغيرا ولبثت فينا من عمرك سنين ، وأفسدت في الأرض بقتل النفس فكفرت بنعمتي وأنت من عبيدي الإسرائيليين فمن أين جاءتك هذه الرسالة؟ وكيف تكون رسولا وأنت هذا الذي نعرفك؟.

وبذلك يظهر عدم استقامة تفسير بعضهم الكفر بالكفر المقابل للإيمان ، وأن المعنى وأنت من الكافرين بألوهيتي أو أنت من الكافرين بالله على زعمك حيث خالطتنا سنين وأنت في ملتنا ، وكذا قول بعضهم : إن المراد وأنت من الكافرين بنعمتي عليك خاصة.

قوله تعالى : « قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ » ضمير « فَعَلْتُها » راجع إلى الفعلة والظاهر أن « إِذاً » مقطوع عن الجواب والجزاء ويفيد معنى حينئذ كما قيل ، وعبده تعبيدا وأعبده إعبادا إذا اتخذه عبدا لنفسه.

والآيات الثلاث جواب موسى عليه‌السلام عما اعترض به فرعون ، والتطبيق بين جوابه عليه‌السلام وما اعترض به فرعون يعطي أنه عليه‌السلام حلل كلام فرعون إلى القدح في دعواه الرسالة من ثلاثة أوجه : أحدها استغراب رسالته واستبعادها وهو الذي يعلم حاله

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست