نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 245
ومرادهم بكون
أزواجهم وذرياتهم قرة أعين لهم أن يسروهم بطاعة الله والتجنب عن معصيته فلا حاجة
لهم في غير ذلك ولا إربة وهم أهل حق لا يتبعون الهوى.
وقوله : « وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً » أي متسابقين إلى الخيرات سابقين إلى رحمتك فيتبعنا
غيرنا من المتقين كما قال تعالى : « فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْراتِ » البقرة : ١٤٨ ، وقال : « سابِقُوا إِلى
مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
» الحديد : ٢١ ، وقال :
« وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
» الواقعة : ١١ ، وكأن
المراد أن يكونوا صفا واحدا متقدما على غيرهم من المتقين ولذا جيء بالإمام بلفظ
الإفراد.
وقال بعضهم :
إن الإمام مما يطلق على الواحد والجمع ، وقيل : إن إمام جمع آم بمعنى القاصد كصيام
جمع صائم ، والمعنى : اجعلنا قاصدين للمتقين متقيدين بهم ، وفي قراءة أهل البيت «
واجعل لنا من المتقين إماما ».
قوله
تعالى : « أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما
صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ
مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً » الغرفة ـ كما
قيل ـ البناء فوق البناء فهو الدرجة العالية من البيت ، وهي كناية عن الدرجة
العالية في الجنة ، والمراد بالصبر الصبر على طاعة الله وعن معصيته فهذان القسمان
من الصبر هما المذكوران في الآيات السابقة لكن لا ينفك ذلك عن الصبر عند النوائب
والشدائد.
والمعنى :
أولئك الموصوفون بما وصفوا يجزون الدرجة الرفيعة من الجنة يلقون فيها أي يتلقاهم
الملائكة بالتحية وهو ما يقدم للإنسان مما يسره وبالسلام وهو كل ما ليس فيه ما
يخافه ويحذره ، وفي تنكير التحية والسلام دلالة على التفخيم والتعظيم ، والباقي
ظاهر.
قوله
تعالى : « قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا
دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً »
قال في المفردات : ، ما
عبأت به أي لم أبال به ، وأصله من العبء أي
الثقل كأنه قال : ما أرى له وزنا وقدرا ، قال تعالى : « قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا
دُعاؤُكُمْ » وقيل : من عبأت
الطيب كأنه قيل : ما يبقيكم لو لا دعاؤكم. انتهى.
قيل : « دُعاؤُكُمْ » من إضافة المصدر إلى المفعول وفاعله ضمير راجع إلى « رَبِّي »
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 245