responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 230

اختلاف النفوس والآراء بالإيمان والكفر مع اتحاد المجتمع البشري بما بعث الله الرسل لكشف حجاب الضلال الذي من شأنه غشيانه لو لا الدعوة الحقة.

وقوله : « وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً » في إضافة الرب إلى ضمير الخطاب من النكتة نظير ما تقدم في قوله : « أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ ».

قوله تعالى : « وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً » معطوف على قوله : « وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً ». والظهير بمعنى المظاهر على ما قيل والمظاهرة المعاونة.

والمعنى : ويعبدون ـ هؤلاء الكفار المشركون ـ من دون الله ما لا ينفعهم بإيصال الخير على تقدير العبادة ولا يضرهم بإيصال الشر على تقدير ترك العبادة وكان الكافر معاونا للشيطان على ربه.

وكون هؤلاء المعبودين وهم الأصنام ظاهرا لا ينفعون ولا يضرون لا ينافي كون عبادتهم مضرة فلا يستلزم نفي الضرر عنهم أنفسهم حيث لا يقدرون على شيء نفي الضرر عن عبادتهم المضرة المؤدية للإنسان إلى شقاء لازم وعذاب دائم.

قوله تعالى : « وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً » أي لم نجعل لك في رسالتك إلا التبشير والإنذار وليس لك وراء ذلك من الأمر شيء فلا عليك إن كانوا معاندين لربهم مظاهرين لعدوه عليه فليسوا بمعجزين لله وما يمكرون إلا بأنفسهم ، هذا هو الذي يعطيه السياق.

وعليه فقوله : « وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً » هذا الفصل من الكلام نظير قوله : « أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً » في الفصل السابق.

ومنه يظهر أن أخذ بعضهم الآية تسلية منه تعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال والمراد ما أرسلناك إلا مبشرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين فلا تحزن على عدم إيمانهم.غير سديد.

قوله تعالى : « قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً » ضمير « عَلَيْهِ » للقرآن بما أن تلاوته عليهم تبلغ للرسالة كما قال تعالى : « إِنَّ هذِهِ

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست