نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 23
قوله
تعالى : « وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ
لَقادِرُونَ » المراد بالسماء جهة العلو فإن ما علاك وأظلك فهو سماء ، والمراد بالماء
النازل منها ماء المطر.
وفي قوله : « بِقَدَرٍ » دلالة على أن الذي نزل إنما نزل على حسب ما يقتضيه
التدبير التام الإلهي الذي يقدره بقدر لا يزيد قطرة على ما قدر ولا ينقص ، وفيه
تلميح أيضا إلى قوله : «
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ » الحجر : ٢١.
والمعنى :
وأنزلنا من جهة العلو ماء بقدر وهو ماء المطر فأسكناه في الأرض وهو الذخائر
المدخرة من الماء في الجبال والسهول تتفجر عنه العيون والأنهار وتكشف عنه الآبار ،
وإنا لقادرون على أن نذهب بهذا الماء الذي أسكناه في الأرض نوعا من الذهاب لا
تهتدون إلى علمه.
قوله
تعالى : « فَأَنْشَأْنا لَكُمْ
بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ » إلى آخر الآية ، إنشاء الجنات إحداثها وتربيتها ،
ومعنى الآية ظاهر.
قوله
تعالى : « وَشَجَرَةً تَخْرُجُ
مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ » معطوف على « جَنَّاتٍ » أي وأنشأنا لكم به شجرة في طور سيناء ، والمراد بها
شجرة الزيتون التي تكثر في طور سيناء ، وقوله : « تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ » أي تثمر ثمرة فيها الدهن وهو الزيت فهي تنبت بالدهن ،
وقوله : « وَصِبْغٍ
لِلْآكِلِينَ » أي وتنبت بصبغ للآكلين ، والصبغ بالكسر فالسكون الإدام الذي يؤتدم به ، وإنما خص شجرة
الزيتون بالذكر لعجيب أمرها ، والمعنى ظاهر.
قوله
تعالى : « وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها » إلخ ، العبرة الدلالة يستدل بها على أنه تعالى مدبر
لأمر خلقه حنين بهم رءوف رحيم ، والمراد بسقيه تعالى مما في بطونها أنه رزقهم من
ألبانها ، والمراد بالمنافع الكثيرة ما ينتفعون من صوفها وشعرها ووبرها وجلودها
وغير ذلك ، ومنها يأكلون.
قوله
تعالى : « وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ » ضمير « عَلَيْها » للأنعام والحمل على الأنعام هو الحمل على الإبل ، وهو
حمل في البر ويقابله الحمل في البحر وهو الحمل على الفلك ، فالآية في معنى قوله :
«
وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
» إسراء : ٧٠ ، والفلك جمع فلكة وهي السفينة.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 23