responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 212

على أن هناك أمرا آخر وهو أن القرآن كتاب بيان واحتجاج يحتج على المؤالف والمخالف فيما أشكل عليهم أو استشكلوه على الحق والحقيقة بالتشكيك والاعتراض ، ويبين لهم ما التبس عليهم أمره من المعارف والحكم الواقعة في الملل والأديان السابقة وما فسرها به علماؤهم بتحريف الكلم عن مواضعه كما يظهر بقياس ما كان يعتقده الوثنيون في الله تعالى والملائكة والجن وقديسي البشر وما وقع في العهدين من أخبار الأنبياء وما بثوه من معارف المبدإ والمعاد ، إلى ما بينه القرآن في ذلك.

وهذا النوع من الاحتجاج والبيان لا يستوفي حقه إلا بالتنزيل التدريجي على حسب ما كان يبدو من شبههم ويرد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من مسائلهم تدريجا ، ويورد على المؤمنين أو على قومهم من تسويلاتهم شيئا بعد شيء وحينا بعد حين.

وإلى هذا يشير قوله تعالى : « وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً » ـ والمثل الوصف ـ أي لا يأتونك بوصف فيك أو في غيرك حادوا به عن الحق أو أساءوا تفسيره إلا جئناك بما هو الحق فيه أو ما هو أحسن الوجوه في تفسيره فإن ما أتوا به إما باطل محض فالحق يدفعه أو حق محرف عن موضعه فالتفسير الأحسن يرده إلى مستواه ويقومه.

فتبين بما تقدم أن قوله : « كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ ـ إلى قوله ـ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً » جواب عن قولهم : « لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً » بوجهين :

أحدهما : بيان السبب الراجع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو تثبيت فؤاده بالتنزيل التدريجي.

وثانيهما : بيان السبب الراجع إلى الناس وهو بيان الحق فيما يوردون على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من المثل والوصف الباطل ، والتفسير بأحسن الوجوه فيما يوردون عليه من الحق المغير عن وجهه المحرف عن موضعه.

ويلحق بهذا الجواب قوله تلوا : « الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً » فهو كالمتمم للجواب على ما سيجيء بيانه.

وتبين أيضا أن الآيات الثلاث مسوقة جميعا لغرض واحد وهو الجواب عما

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست