responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 203

الملك المطلق يومئذ حق ثابت للرحمن وذلك لبطلان الأسباب وزوال ما بينها وبين مسبباتها من الروابط المتنوعة ، وقد تقدم غير مرة أن المراد بذلك في يوم القيامة هو ظهور أن الملك والحكم لله والأمر إليه وحده ، وأن لا استقلال في شيء من الأسباب على خلاف ما كان يتراءى من ظاهر حالها في نشأة الدنيا قبل قيام الساعة ورجوع كل شيء إليه تعالى.

وقوله : « وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً » الوجه فيه ركونهم إلى ظواهر الأسباب وإخلادهم إلى الحياة الأرضية البائدة الداثرة وانقطاعهم عن السبب الحقيقي الذي هو مالك الملك بالحقيقة وعن حياتهم الباقية المؤبدة فيصبحون اليوم ولا ملاذ لهم ولا معاذ.

فعلى هذا يكون الملك مبتدأ والحق خبره عرف لإفادة الحصر ، ويومئذ ظرف لثبوت الخبر للمبتدإ ، وفائدة التقييد الدلالة على ظهور حقيقة الأمر يومئذ فإن حقيقة الملك لله سبحانه دائما ، وإنما يختلف يوم القيامة مع غيره بزوال الملك الصوري عن الأشياء فيه وثبوته لها في غيره.

وقال بعضهم : الملك بمعنى المالكية ويومئذ متعلق به والحق خبر الملك ، وقيل : يومئذ متعلق بمحذوف هو صفة للحق ، وقيل : المراد بيومئذ هو يوم الله ، وقيل : يومئذ هو الخبر للملك والحق صفة للمبتدإ ، وهذه أقوال ردية لا جدوى لها.

قوله تعالى : « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً » قال الراغب في المفردات : ، العض أزم بالأسنان ، قال تعالى : « عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ » و « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ » وذلك عبارة عن الندم لما جرى به عادة الناس أن يفعلوه عند ذلك. انتهى. ولذلك يتمنى عنده ما فات من واجب العمل كما حكى الله تعالى عنهم قولهم : « يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ».

والظاهر أن المراد بالظالم جنسه وهو كل من لم يهتد بهدى الرسول ، وكذا المراد بالرسول جنسه وإن انطبق الظالم بحسب المورد على ظالمي هذه الأمة والرسول على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والمعنى : واذكر يوم يندم الظالم ندما شديدا قائلا من فرط ندمه يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ما إلى الهدى أي سبيل كانت.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 15  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست