نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 160
وفي نهج
البلاغة في كلام له لعمر لما استشاره ـ لانطلاقه لقتال أهل فارس حين تجمعوا للحرب
قال عليهالسلام : إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة
، وهو دين الله الذي أظهره ، وجنده الذي أعزه وأيده ـ حتى بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع
، ونحن على موعود من الله تعالى حيث قال عز اسمه : وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ـ ليستخلفنهم في الأرض ـ وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ـ وليبدلنهم
من بعد خوفهم أمنا.
والله تعالى
منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم في الإسلام مكان النظام من الخرز ـ فإن انقطع
النظام تفرق ورب متفرق لم يجتمع ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا ـ فهم كثيرون
بالإسلام عزيزون بالاجتماع ـ فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار
الحرب ـ فإنك إن شخصت من هذه الأرض ـ تنقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ـ حتى
يكون ما تدع وراءك من العورات ـ أهم إليك مما بين يديك ، وكان قد آن للأعاجم أن
ينظروا إليك غدا يقولون : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ـ فيكون ذلك أشد
لكلبهم عليك وطمعهم فيك.
فأما ما ذكرت
من عددهم ـ فإنا لم نقاتل فيما مضى بالكثرة ـ وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة.
أقول
: وقد استدل به
في روح المعاني ، على ما ارتضاه من كون المراد بالاستخلاف في الآية ظهور الإسلام
وارتفاع قدره في زمن الخلفاء الراشدين وهو بمعزل عن ذلك بل دليل على خلافه ، فإن
ظاهر كلامه أن الوعد الإلهي لم يتم أمر إنجازه بعد وأنهم يومئذ في طريقه حيث يقول
: والله منجز وعده ، وأن الدين لم يمكن بعد ولا الخوف بدل أمنا وكيف لا؟ وهم بين
خوفين خوف من تنقض العرب من داخل وخوف من مهاجمة الأعداء من خارج.
وفي الدر
المنثور ، أخرج ابن مردويه عن أبي الشعثاء قال : كنت جالسا مع حذيفة وابن مسعود ـ فقال
حذيفة ذهب النفاق ـ إنما كان النفاق على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإنما هو اليوم الكفر بعد الإيمان ـ فضحك ابن مسعود
ثم قال : بم تقول؟ قال : بهذه الآية « وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ » إلى آخر الآية.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 15 صفحه : 160